خبير في الشأن الإفريقي: الإخوان أحد الأسباب المباشرة لتعقيد المشهد السوداني
قال الدكتور رأفت محمود، المتخصص في الشؤون الأفريقية، إن إحدى الإشكاليات الجوهرية المرتبطة بالصراع الدائر في السودان تتمثل في دور جماعة الإخوان المسلمين، التي أسهمت بشكل مباشر في الوصول إلى الوضع المتأزم الحالي، وكانت سببًا رئيسيًا في كثير من المآسي التي تعرض لها السودان في تاريخه الحديث.
وأوضح محمود في تصريجات خاصة لـ نيوز رووم، أن هذا التيار لعب دورًا محوريًا في تأجيج الصراعات الداخلية، بدءًا من إذكاء الحرب مع جنوب السودان، وصولًا إلى الانفصال، وهو ما ترك تداعيات عميقة على وحدة الدولة السودانية واستقرارها السياسي والجغرافي.
وأشار المتخصص في الشؤون الأفريقية إلى أن الجماعة تخوض المعركة الحالية في السودان بدافع الحفاظ على أحد أبرز معاقلها المتبقية في المنطقة، في ظل تراجع نفوذها ومحاصرتها في عدد من الدول الإقليمية، سعيًا لاستعادة ما يصفه بـ«الحصن الأخير» بعد سلسلة من الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم خلال السنوات الماضية.
وأضاف محمود، أن التصريحات الأخيرة حول دور الجماعة تأتي في سياق توجه دولي متصاعد لمحاصرة التنظيم، لافتًا إلى أن هذا المسار يتقاطع مع التوجه الأمريكي الأخير الذي صنّف الجماعة كتنظيم إرهابي، ما يضع المشهد السوداني أمام تحديات سياسية وأمنية أكثر تعقيدًا.
وأكد المتخصص في الشؤون الأفريقية، المتخصص في الشؤون الأفريقية أن إشكالية هذا التيار تُعد أحد أبرز معوقات التحول نحو الاستقرار في السودان، وتمثل سببًا مباشرًا في تعقيد مسار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أسهم وجوده في إطالة أمد الصراع وتعميق حالة الاستقطاب، مؤكدًا أن استمرار المعركة دون حسم، وعجز الجيش السوداني عن إنهائها سريعًا، يضع المؤسسة العسكرية أمام معضلة حقيقية في كيفية التعامل مع هذا التيار، خاصة أنه يشكل مصدر قلاقل داخلية لا يحتملها الجيش في ظل الظروف الراهنة.
ولفت إلى أن بقاء عناصر من هذا التيار داخل مؤسسات الدولة، ومشاركتهم في الصراع الحالي، يثير علامات استفهام عديدة بشأن مستقبل التحول السياسي في السودان، حتى في حال تمكن الجيش من حسم المعركة، كما يفسر تردد أطراف إقليمية ودولية في تقديم دعم واضح للمؤسسة العسكرية.
واختتم الدكتور رأفت محمود تصريحاته بالتأكيد على أن هذا التيار كان سببًا في مآسٍ متعددة للسودان، وأسهم في تغيير خريطته السياسية، نتيجة عدم اعترافه بمفهوم الدولة الوطنية الحديثة، وسعيه الدائم للحفاظ على مكاسبه السياسية، حتى وإن كان ذلك على حساب استقرار السودان ووحدة مكوناته.