ولادة وسط الطريق.. ملحمة إنسانية داخل سيارة إسعاف على طريق زفتى – بنها
في واقعة إنسانية استثنائية تجسد أسمى معاني الرحمة وسرعة الاستجابة، تحولت سيارة إسعاف على طريق زفتى – بنها بمحافظة الغربية إلى غرفة ولادة كاملة، بعدما نجح مسعف في إنقاذ سيدة ومولودها في لحظات حاسمة حبست أنفاس الجميع، وأكدت أن العمل الإنساني قد يصنع المعجزات عندما يقترن بالإخلاص والخبرة.
القصة بدأت في وقت لم يكن يتوقعه أحد، حين باغتت آلام المخاض سيدة حامل في شهرها الأخير أثناء تواجدها على الطريق، لتدخل في حالة صحية حرجة لا تحتمل التأخير أو الانتظار حتى الوصول إلى طبيبها الخاص. ومع تزايد الألم ووضوح خطورة الموقف، سارع الأهالي والمارة بطلب النجدة، ليصل البلاغ إلى نقطة تمركز الإسعاف القريبة.
على الفور، استجاب المسعف إبراهيم عبدالجواد هجرس، وبرفقته سائق الإسعاف حسام مصطفى ربيع، رغم عودتهما قبل دقائق قليلة فقط من مهمة إنسانية أخرى لنقل مصاب في حادث مروري. لم يترددا لحظة واحدة، وتحركا سريعًا إلى موقع السيدة، ليتم نقلها داخل سيارة الإسعاف وسط حالة من القلق والترقب سيطرت على أسرتها والمحيطين بها.
داخل سيارة الإسعاف، بدأت اللحظات الأصعب، حيث تحولت الدقائق إلى اختبار حقيقي للخبرة ورباطة الجأش. وبهدوء وثقة، تعامل المسعف مع الحالة، واتخذ الإجراءات الطبية اللازمة، مستندًا إلى تدريبه العملي واستعداده للتعامل مع الطوارئ. وفي مشهد مؤثر، نجح في إجراء عملية ولادة طبيعية كاملة داخل السيارة، لتضع السيدة مولودها بسلام، وسط دموع الفرح والدعاء.
وبعد الاطمئنان على الحالة الصحية للأم والمولود، والتأكد من استقرار علاماتهما الحيوية وعدم وجود أي مضاعفات، تم نقلهما إلى مستشفى زفتى العام لاستكمال الفحوصات الطبية والرعاية اللازمة، حيث أكد الفريق الطبي بالمستشفى أن حالتهما مستقرة تمامًا.
من جانبها، أعربت السيدة وأسرتها عن امتنانهم العميق لطاقم الإسعاف، مؤكدين أن سرعة الاستجابة والمهنية العالية كانتا السبب الرئيسي في إنقاذ حياتها وحياة طفلها. واعتبر الأهالي ما حدث رسالة أمل وقصة إنسانية ستظل حاضرة في الذاكرة، تعكس الدور العظيم الذي يقوم به رجال الإسعاف، أبطال يعملون في صمت، ويقفون دائمًا في الصف الأول لحماية الأرواح وقت الشدائد.