عاجل

أستاذة إعلام: الشائعات تزدهر في أوقات الأزمات والوعي هو خط الدفاع الأول

الدكتورة هويدا مصطفى
الدكتورة هويدا مصطفى

علّقت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، على ظاهرة الانتشار الواسع للشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذه الظاهرة ترجع إلى مجموعة من الأسباب المتشابكة، في مقدمتها سرعة تداول المعلومات دون التحقق من مصادرها، وهو ما يحمّل المواطن مسؤولية مباشرة في التعامل مع المحتوى الرقمي.

وأوضحت مصطفى، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن ضعف الوعي لدى بعض مستخدمي مواقع التواصل يدفعهم إلى إعادة نشر كل ما يُتداول دون التأكد من صحة المعلومات أو دقتها، لا سيما في أوقات الأزمات والتحديات، حيث تصبح البيئة المجتمعية أكثر قابلية لتصديق الشائعات، ويكون المواطن أكثر تأثرًا بالأخبار السلبية في حال غياب مصادر موثوقة ومتعددة تصحح المعلومات المغلوطة.

وأضافت أستاذ الإعلام أن الشائعات غالبًا ما تُصاغ بأسلوب يستهدف إثارة الخوف أو الغضب أو الفضول، مشيرة إلى أن ضعف الوعي الإعلامي يُعد العامل الأخطر، إذ يفتقد كثيرون القدرة على التمييز بين الخبر الصحيح والمختلق، أو بين المعلومات المبتورة والمجتزأة من سياقها العام، أو الأخبار مجهولة المصدر.

وأكدت مصطفى أن السعي وراء “الترند” وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة يمثل سببًا آخر لانتشار الشائعات، حيث تلجأ بعض الصفحات والحسابات الوهمية إلى نشر أخبار غير صحيحة بهدف جذب التفاعل وتحقيق أرباح، فضلًا عن استخدام منصات غير موثوقة أحيانًا لأغراض سياسية أو اقتصادية.

وشددت على أن التصدي للشائعات يبدأ من التحقق من المصدر، مؤكدة أنه لا يجوز مشاركة أي خبر إلا إذا كان صادرًا عن جهة موثوقة ومعروفة، مع ضرورة التفكير قبل النشر والتساؤل عن منطقية الخبر، وهل تم تداوله عبر أكثر من وسيلة إعلامية، وما إذا كان المصدر واضحًا ومدعومًا بأدلة.

وأكدت أستاذ الإعلام أن رفع مستوى الوعي يظل الوسيلة الأهم لمواجهة الشائعات، موضحة أن كثيرًا من المواطنين لا يدركون أساليب التضليل أو الأهداف الكامنة وراء نشر الشائعات، ولا يقدرون حجم المخاطر التي قد يتعرض لها المجتمع بسببها، وهو ما يستوجب تكثيف جهود التوعية ونشر ثقافة التعامل الرشيد مع وسائل التواصل الرقمي

واختتمت مصطفى حديثها بالتأكيد على أهمية متابعة الصفحات الرسمية والاعتماد عليها كمصادر أساسية للأخبار، والإبلاغ عن المحتوى المضلل باستخدام أدوات الإبلاغ المتاحة على المنصات الرقمية، إلى جانب تعزيز مفاهيم التربية الإعلامية داخل المدارس والجامعات والأسرة، باعتبارها مسؤولية مشتركة بين الإعلام والمؤسسات التعليمية والتربوية.

تم نسخ الرابط