عاجل

تشاتفيلد خارج الناتو..

داخل كواليس الناتو.. لماذا أقصى ترامب صوت أمريكا في اللجنة العسكرية؟

نائبة الأدميرال شوشانا
نائبة الأدميرال شوشانا تشاتفيلد

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل أروقة الحلف الأطلسي (الناتو)، أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نائبة الأدميرال شوشانا تشاتفيلد، الممثلة الأمريكية في اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، دون إعلان رسمي عن الأسباب، بحسب تقارير إعلامية.
وأكد مسؤولون في الناتو ودبلوماسي من إحدى الدول الأعضاء ، خبر الإقالة، التي أتت في توقيت يُضاف فيه المزيد من الغموض إلى علاقة واشنطن المتوترة أصلاً مع الحلف الذي شكل أحد أركان الأمن الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية.
وينظر إلى الخطوة على أنها جزء من تحول أعمق في نهج الإدارة الأمريكية تجاه الناتو، حيث ازدادت في الآونة الأخيرة المؤشرات على وجود فجوة في الثقة بين واشنطن وحلفائها، بفعل خطاب ترامب التصادمي وانتقاداته العلنية المتكررة للحلفاء الأوروبيين، إضافة إلى فرضه تعريفات جمركية قاسية على شركاء تقليديين.



إقالة تعزز القلق

شغلت تشاتفيلد منصبها في الحلف منذ عام 2023، واكتسبت شهرة إعلامية، خاصة بين الأوساط المحافظة، بسبب تصريحات سابقة دعت فيها إلى "الاحترام المتبادل والتنوع والحوار البنّاء"، حين كانت رئيسة الكلية الحربية البحرية. 
وقد اعتبرت هذه التصريحات، من قبل بعض منتقديها، جزءًا من أجندة "الوعي الثقافي"، التي عارضها وزير الدفاع بيت هيغسيث صراحة، واصفًا جهود التنوع داخل الجيش بأنها "مُسببة للانقسام".
ويشار إلى أن تعيين تشاتفيلد ضمن ما يقرب من 200 ترقية عسكرية تعطّلت سابقًا بسبب اعتراض السيناتور الجمهوري تومي توبرفيل على سياسة وزارة الدفاع بشأن السفر للإجهاض، قبل أن تُرفع تلك العراقيل لاحقًا.

سلسلة إقالات

إقالة تشاتفيلد لم تكن حادثة معزولة، فقد سبقها طرد مفاجئ لكل من الأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة العمليات البحرية، والجنرال سي كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلى جانب مسؤولين آخرين بارزين في البنتاجون، في حملة وصفت بـ"التطهير المفاجئ". 
كما أُقيل الأسبوع الماضي الجنرال تيموثي هوج، رئيس وكالة الأمن القومي، دون تقديم مبررات.
وتثير هذه التحركات تساؤلات متزايدة حول مستقبل القيادة العسكرية الأمريكية، لا سيما في لحظة حساسة تشهد فيها أوروبا مناقشات لتقليص الاعتماد على واشنطن في بنية التحالف الدفاعي، وبحث إمكانيات إنشاء ترتيبات أمنية بديلة.

تحولات استراتيجية وغياب لافت

الإقالة تزامنت مع تعيين السفير الأمريكي الجديد لدى الناتو، ماثيو ويتاكر، بينما يستعد الحلف لعقد اجتماعات وزارية هامة تبحث في تعزيز الدفاعات الأوروبية وتوسيع الدعم العسكري لأوكرانيا. 
غير أن غياب وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، عن الحضور الشخصي لهذا الاجتماع أثار تكهنات جديدة. 
ومن المتوقع أن يكتفي هيغسيث بالمشاركة الافتراضية، بينما يرجّح حضور ويتاكر نيابةً عنه، بحسب ما أكده مسؤولون من الناتو طلبوا عدم الإفصاح عن أسمائهم.
في المقابل، أفاد مسؤول دفاعي أمريكي بأن هيغسيث سيقوم بجولة تشمل بنما ووحدات القوات الخاصة الأمريكية في أمريكا الوسطى، وهي جولة تتماشى مع رغبة ترامب المتكررة بـ"استعادة السيطرة" على قناة بنما، كما صرّح في مناسبات سابقة.

نهاية عهد؟

تشاتفيلد، ذات سجل عسكري حافل، شغلت مناصب رفيعة في الناتو لسنوات، من ضمنها العمل كمساعدة عسكرية في المقر الرئيسي للحلف في مونس، بلجيكا. 
وتعد لجنتها اللجنة العسكرية بمثابة "هيئة الأركان العليا" للناتو، حيث تجمع كبار القادة العسكريين من 32 دولة عضوة لتقديم المشورة بشأن القضايا الدفاعية والتخطيط النووي.
ويبدو أن إقالتها قد تكون بمثابة مؤشر إضافي على اتجاه ترامب لإعادة رسم دور بلاده في التحالفات الدولية، تمهيدًا لما قد يُصبح سياسة أمريكية جديدة حال فوزه بفترة رئاسية جديدة.

تم نسخ الرابط