عاجل

عمرو أديب: الديمقراطية مش بس صناديق اقتراع.. دي وعي ومشاركة ومحاسبة|فيديو

عمرو أديب
عمرو أديب

علّق الإعلامي عمرو أديب على نتائج الانتخابات الأخيرة، مؤكدًا أن التهرب من المسؤولية أو تبرير الإخفاقات لم يعد مقبولًا في هذه المرحلة، وأشار أديب إلى أن المجتمعات لا تتقدم بالبحث عن أعذار، بل بمواجهة الأخطاء وتحمل نتائجها.

الهروب من المسؤولية مرفوض

قال عمرو أديب خلال تقديمه برنامج «الحكاية» عبر شاشة «MBC مصر»، إن فكرة الهروب من المسؤولية أو التنصل منها لا يمكن قبولها تحت أي ظرف، مشيرًا إلى أن تحمل المسؤولية هو أساس أي نظام سياسي ناجح. 

وضرب مثالًا بما يحدث في دول أخرى، قائلًا: «رئيس الوزراء بيتحاكم في إسرائيل ومش بيهرب»، في إشارة إلى أن المحاسبة جزء أصيل من الممارسة السياسية.

وأضاف أن المجتمعات التي تحترم نفسها لا تبحث عن شماعات تعلق عليها أخطاءها، بل تواجه الواقع كما هو، حتى لو كان قاسيًا، لأن الإصلاح يبدأ بالاعتراف بالمشكلة وليس إنكارها.

لا للتبرير بالفقر أو الجهل

وانتقد أديب بعض الخطابات التي تبرر ضعف المشاركة أو تراجع النتائج بعوامل مثل الفقر أو انخفاض مستوى التعليم، معتبرًا أن هذا النوع من التبرير يحمل إساءة للمجتمع، وقال: «مفيش حد يقولي إحنا مش متعلمين وفقراء، عيب تقولوا كده».

وأشار إلى تجارب دول مثل الهند وباكستان، التي تعاني من تحديات اقتصادية وتعليمية كبيرة، ومع ذلك تشهد مشاركة سياسية واسعة، مؤكدًا أن المشكلة لا تكمن فقط في الظروف، بل في الثقافة السياسية والوعي العام.

قراءة في نتائج جولة الإعادة

وتوقف عمرو أديب عند نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات، مشيرًا إلى مفارقة لافتة تمثلت في تراجع أرقام بعض المرشحين مقارنة بالجولة الأولى، وأوضح أن هذا التراجع يثير تساؤلات حول استمرارية الدعم الشعبي ومدى اقتناع الناخبين.

وعلق أديب بأسلوب ساخر قائلًا إن المشهد يشبه «عدد المعازيم في فرح ابن واحد، لو كان عامل عزومة كان عدد الحاضرين أكتر من الأصوات اللي أخدها»، في إشارة إلى ضعف الحشد وفقدان الزخم الانتخابي.

المشاركة السياسية بين الحماس والفتور

وأكد أديب أن ما حدث يعكس أزمة حقيقية في مفهوم المشاركة السياسية، حيث يظهر الحماس في البداية ثم يتراجع سريعًا، ما يدل على غياب القناعة الراسخة لدى شريحة من الناخبين، واعتبر أن هذا السلوك يضع علامات استفهام حول طبيعة العلاقة بين المواطن والعمل السياسي.

وأضاف أن المشاركة لا يجب أن تكون موسمية أو مرتبطة بلحظة معينة، بل نابعة من إيمان حقيقي بأهمية الصوت الانتخابي ودوره في التغيير.

المشهد السياسي والديمقراطية

وتحدث عمرو أديب عن طبيعة المشهد السياسي في مصر، موضحًا أنه يختلف عن مفهوم الديمقراطية التقليدي المتعارف عليه عالميًا، وقال إن ما يحدث يمكن وصفه بوجود «انتخابات وأحزاب»، لكنه لا يرقى إلى الديمقراطية بمعناها الكامل.

وأشار إلى أن الديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع، بل منظومة متكاملة تشمل الوعي، والمشاركة الفعالة، والمساءلة، والتعدد الحقيقي في الآراء، مؤكدًا أن الخلط بين الشكل والمضمون يؤدي إلى قراءة غير دقيقة للواقع.

دعوة لمراجعة شاملة

واختتم أديب حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب مراجعة جادة للخطاب السياسي وآليات التواصل مع المواطنين، مشددًا على أن النقد ليس هجومًا، بل ضرورة للإصلاح. 

ودعا إلى التخلي عن ثقافة التبرير، والعمل على بناء وعي سياسي حقيقي قادر على دعم أي عملية انتخابية مستقبلية.

وأكد أن الاعتراف بالخلل هو الخطوة الأولى نحو بناء مشهد سياسي أكثر نضجًا واستقرارًا، يخدم الدولة والمجتمع معًا.

تم نسخ الرابط