عمرو أديب يحذر: الوعي السياسي الغايب هيعطل أي تطور في الانتخابات
طالب الإعلامي عمرو أديب بضرورة إحداث نقلة حقيقية في مفهوم التربية السياسية داخل المجتمع المصري، مؤكدًا أن غياب هذا الجانب يعرقل أي تقدم ملموس في المشاركة السياسية خلال السنوات المقبلة، مهما توفرت من أدوات أو دعوات انتخابية.
وشدد أديب خلال تقديمه برنامج «الحكاية» المذاع عبر شاشة «MBC مصر»، على أن أي حديث عن تحسن سياسي أو ديمقراطي حقيقي لا يمكن فصله عن وعي المواطن، قائلًا إن السنوات الخمس القادمة لن تشهد تطورًا واضحًا إذا لم يتم الاستثمار الجاد في بناء الوعي السياسي لدى المواطنين، خاصة الأجيال الجديدة.
التربية السياسية أساس الإصلاح
أوضح أن التربية السياسية لا تعني فقط معرفة أسماء المرشحين أو متابعة الأخبار، بل تتعلق بفهم المواطن لدوره، وإيمانه بقيمة صوته وتأثيره في صناعة القرار.
وأضاف أن هذا الوعي لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى عمل طويل يبدأ من التعليم والإعلام والأسرة، وصولًا إلى الأحزاب والمؤسسات المختلفة.
وأشار إلى أن الدولة بذلت جهودًا كبيرة خلال السنوات الأخيرة في ترسيخ الاستقرار وبناء مؤسسات قوية، إلا أن المشاركة الشعبية ما زالت بحاجة إلى دفعة حقيقية، حتى لا تظل العملية السياسية شكلية أو مقتصرة على فئات محدودة.
المشاركة السياسية وتحديات الواقع
وتحدث أديب عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة، موضحًا أن ما حدث كان لافتًا للنظر، خاصة في ضوء تعليق الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن ما جرى لا يجب أن يستمر على هذا النحو، واعتبر أن هذا التصريح يعكس إدراك القيادة السياسية لأهمية رفع نسب المشاركة وعدم الاكتفاء بالإجراءات التنظيمية فقط.
وأضاف أن ضعف المشاركة لا يرتبط بالضرورة برفض أو معارضة، بقدر ما يعكس فجوة في الوعي أو شعورًا لدى البعض بعدم الجدوى، وهو ما يتطلب معالجة جذرية تتجاوز موسم الانتخابات نفسه.
رسائل الثقة في قوة الدولة
وأكد عمرو أديب أنه يتمنى دائمًا أن يرى مصر في وضع أفضل، مشددًا على ثقته في قوة الدولة وقدرتها على تجاوز التحديات.
وقال: «أنا عاوز بلدي تبقى أحسن، والبلد دي دلوقتي قوية.. يا بلد ما يهزك ريح»، في رسالة تعكس دعمه لاستقرار الدولة، مع المطالبة في الوقت نفسه بتطوير الأداء السياسي والمجتمعي.
واعتبر أن قوة الدولة لا تتناقض مع النقد أو المطالبة بالإصلاح، بل على العكس، فإن المجتمعات القوية هي التي تمتلك القدرة على مراجعة نفسها وتصحيح مسارها.
قراءة في نتائج الإعادة الانتخابية
وعن نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات، أشار أديب إلى مفارقة لافتة، حيث تراجع عدد الأصوات التي حصل عليها بعض المرشحين مقارنة بالجولة الأولى.
وعلق على ذلك بأسلوب ساخر قائلًا : إن الأمر يشبه عدد المدعوين في فرح حيث يكون عدد الحاضرين أكبر من عدد الأصوات التي حصل عليها المرشح في الإعادة.
وأوضح أن هذه الظاهرة تعكس مشكلة حقيقية في الحشد السياسي واستمرارية الدعم، ما يؤكد مجددًا الحاجة إلى بناء قاعدة جماهيرية واعية، لا تتحرك فقط بدافع اللحظة، بل بدافع قناعة راسخة بالمشاركة ودورها في المستقبل.
نحو وعي سياسي مستدام
واختتم أديب حديثه بالتأكيد على أن بناء الوعي السياسي ليس رفاهية، بل ضرورة وطنية، مشددًا على أن الاستثمار في الإنسان هو الضمان الحقيقي لأي تقدم سياسي أو اجتماعي مستدام، داعيًا إلى فتح حوار مجتمعي واسع حول كيفية تعزيز المشاركة وترسيخ ثقافة سياسية صحية داخل المجتمع.