إسرائيل تؤجل انسحابها من لبنان... هل يشتعل فتيل الأزمة مجدداً؟

أعلن الجيش اللبناني أنه مستعد للانتشار في الجنوب اللبناني، كما اتهم إسرائيل بالمماطلة في انسحاب قواتها من المنطقة، وذلك في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الهدنة في 27 نوفمبر الماضي
صرح الجيش اللبناني في بيان له، اليوم السبت 25 يناير، أنه جاهز للاستمرار في انتشاره في الجنوب فور انسحاب القوات الإسرائيلية، وأكد أن عملية الانتشار ستتم "بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام" في المنطقة، كما وجهت القيادة العسكرية تحذيرًا للسكان الذين يعتزمون العودة إلى المنطقة الحدودية الجنوبية، مشيرة إلى وجود الألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق، ودعت المواطنين إلى توخي الحذر بسبب الخطر الكبير الناجم عن هذه العناصر المتروكة. حسبما ذكرت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية
الهدنة بين إسرائيل وحزب الله
بموجب اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و حزب الله، كان من المقرر أن يتم انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الجنوبية من لبنان خلال 60 يومًا، مع التزام الجيش اللبناني بالانتشار في هذه المناطق إلى جانب قوات الأمم المتحدة، بينما يجب على حزب الله سحب قواته من شمال نهر الليطاني، أي على مسافة 30 كيلومترًا من الحدود بين لبنان وإسرائيل، كما نص الاتفاق على تفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب
طلب تمديد الانسحاب لمدة 30 يومًا إضافية
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن عملية الانسحاب التدريجي ستستمر "بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، ومن جانبه أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن عملية انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ستستمر بعد الموعد النهائي المحدد في 26 يناير
وطلبت قوات الاحتلال من الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب تمديد بقاء قواتها في جنوب لبنان لمدة 30 يومًا إضافية، وأوضح مسؤول إسرائيلي أن النقاشات جارية مع الإدارة الأمريكية بشأن تمديد هذه الفترة لضمان تطبيق الاتفاق بشكل صحيح.
ردود الفعل اللبنانية
من جهته، طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون في 25 يناير بأن يتم انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وفقًا للموعد المحدد في الاتفاق، كما أعرب عن أسفه لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة، لا سيما الاعتداءات الجوية والبرية في المناطق الحدودية.
كما حذر حزب الله أيضًا من أن أي تأخير في انسحاب القوات الإسرائيلية يعد بمثابة انتهاك صارخ للاتفاق، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق.
ويبقى الوضع في الجنوب اللبناني حساسًا للغاية، إذ يتعين على الأطراف المعنية الالتزام بشروط الاتفاق بشكل كامل لضمان الاستقرار في المنطقة