خريطة الحسم بالدوائر الملغاة وإطسا..المستقلون يتصدرون والأحزاب تبحث عن الإعادة
اشتعلت المنافسة الانتخابية في الدوائر الـ19 الملغاة ودائرة إطسا، بعدما كشفت نتائج الجولة الأولى عن مشهد انتخابي شديد السخونة، تصدّره المرشحون المستقلون، فيما تستعد الأحزاب السياسية لجولة إعادة ستكون الفيصل في تحديد ملامح خريطة البرلمان المقبلة.
وجاءت النتائج الأولية لتؤكد أن المزاج الانتخابي في هذه الدوائر يتجه إلى توزيع متوازن بين المستقلين والأحزاب، مع تقدم واضح للمستقلين الذين حسموا مقاعد مبكرة قبل دخول مرحلة الإعادة.
المستقلون.. قوة تصويتية تتقدم وتربك حسابات الأحزاب
في مفاجأة عكست ثقة الناخبين في الوجوه غير الحزبية، تمكن المرشحون المستقلون من حسم 5 مقاعد من الجولة الأولى، بينما يخوض 42 مرشحًا منهم جولة الإعادة، وهو رقم كبير يعكس توسع نفوذ المستقلين في المناطق التي شهدت إعادة العملية الانتخابية.
ويرى مراقبون أن ارتفاع عدد مرشحي الإعادة من المستقلين يشير إلى تغيير في اتجاهات التصويت، خصوصًا في الدوائر الريفية وشبه الحضرية التي تميل إلى اختيار الكفاءة الاجتماعية قبل الانتماء الحزبي.
مستقبل وطن.. حضور قوي لكنه دون المستوى المتوقع في هذه الجولة
حافظ حزب مستقبل وطن على موقعه المتقدم في المشهد الانتخابي، بعد أن دفع بـ 17 مرشحًا في الدوائر الملغاة وإطسا، إلا أن النتائج جاءت أقل من طموحاته التقليدية؛ فبلغ عدد الفائزين من الجولة الأولى 3 فقط، بينما يخوض 10 مرشحين جولة الإعادة، في حين خرج 4 مرشحين من المنافسة.
ورغم ذلك، يظل مستقبل وطن الأكثر حضورًا بين الأحزاب، مع إمكانية تعزيز موقعه بقوة حال نجاح مرشحيه في جولة الإعادة المقبلة.
حماة الوطن.. جولة أولى ثقيلة بلا فوز
لم ينجح حزب حماة الوطن في حصد أي مقعد خلال الجولة الأولى رغم مشاركته بـ 11 مرشحًا، حيث انتقل 4 منهم إلى جولة الإعادة بينما خسر 7 مرشحين.
ويمثل هذا الأداء تحديًا للحزب، الذي يواجه معركة صعبة لتعويض خسارة الجولة الأولى عبر تحقيق حضور مؤثر في جولة الإعادة.
الجبهة الوطنية.. نتائج متوازنة وسط منافسة شرسة
شاركت الجبهة الوطنية بـ 6 مرشحين في هذه الدوائر، ولم يحقق أي منهم فوزًا من الجولة الأولى، لكن 3 مرشحين تمكنوا من الوصول إلى الإعادة.
ويعكس ذلك قدرة الجبهة على الصمود في ظل تنافس حزبي كبير، وتحديات تواجهها القوى المدنية في الوصول للبرلمان.
حزب النور.. حضور محدود وإعادة كاملة تقريبًا
واصل حزب النور مشاركته الرمزية في بعض الدوائر، دون تحقيق أي فوز مباشر.
وتأهل 3 من مرشحيه إلى جولة الإعادة، بينما خرج مرشح واحد فقط، ما يجعل فرص الحزب مرهونة كليًا بنتائج جولة الحسم.
أحزاب المصري الديمقراطي والمؤتمر والنهضة والوعي.. تواجد على استحياء
سجلت هذه الأحزاب حضورًا محدودًا للغاية، حيث دخل كل منها السباق بمرشحين قلائل، انتهى بهم الحال إلى جولة إعادة واحدة لكل حزب دون تحقيق أي فوز مبكر، ما يعكس ضعف الوجود الحزبي في الدوائر الملغاة مقارنة بالمستقلين والأحزاب الأكبر حجمًا.
جولة الإعادة.. كلمة الفصل في خريطة البرلمان القادمة
من المتوقع أن تشهد جولة الإعادة إقبالًا كبيرًا من الناخبين، خصوصًا في ظل سخونة المعركة الانتخابية وتعدد المرشحين المتنافسين.
وستكون هذه الجولة هي الفيصل في تحديد القوة البرلمانية للأحزاب، وحجم تمثيل المستقلين، الذين يبدون في وضع مميز مقارنة بغيرهم.
ومع اقتراب موعد الإعادة، يترقب الشارع السياسي ما إذا كانت النتائج النهائية ستكرّس صعود المستقلين، أم أن الأحزاب ستعود بقوة وتعيد رسم المعادلة الانتخابية.