احتفل بعيد ميلاد أمه وقتلها.. القصة الكاملة لتاجر أنهى حياة والدته بالشيخ زايد
حولته المخدرات من صاحب محل ملابس إلى عبدًا لها ضيع أمواله عليها، وعلى الرغم من أنه ليس شابًا طائشا إلا أن إدمانه سلبه ما يميز الإنسان عن غيره وهو عقله، فأصبحت المخدرات هي غايته الوحيدة في الحياة من أجلها باع الغالي والنفيس وبات عبدًا لمزاجه الملوث وبدلا من أن يكون سندًا لوالدته التي لطالما عانت وسهرت من أجل راحته أصبح مصدر آلامها في آخر عمرها وعبئًا يطالبها دومًا بالأموال حتى يتمكن من شراء الكيف وهو في سن الأربعين إلا أنها بقلب الأم وعلى الرغم من حسرتها على فلذة كبدها الذي ضيعت المخدرات عقله وعمره كانت كثيرًا ما تخضع لرغباته المريضة.
نهاية أمه على يديه
وعلى الرغم من ذلك، كانت نهايتها على يديه ليس ذلك فقط ولكن حتى يبرر جريمته الآثمة وبدلًا من أن يعاقب نفسه قبل أن يعاقبه القانون حاول تبرير قتله لأمه بتشويه سمعتها، معتقدًا أن ذلك سيكون سببًا في تعاطف الجميع معه ليكون عذره أقبح من ذنبه فقد قتل أمه في يوم مولدها بعد أن رفضت منحه الأموال لشراء المخدرات.
داخل شقة صغيرة بمدينة الشيخ زايد يعيش شاب في العقد الرابع من العمر مع والدته التي جاوزت الستين من عمرها، بعد أن حطمت المخدرات حياته وأفقدته زوجته وباتت أمه هي ملجأه كما كانت منذ ولادته، وعلى الرغم مما تعرض له من خسائر وفشل في حياته إلا أن ذلك لم يكن سببًا كافيًا لأن يراجع نفسه ويستفيق من غفوته بل وكأنه يبحث عن سراب فالمخدرات هي هدفه في الحياة.
يهنئه المتبعين بعيد ميلاد أمه التي قتلها
وكان أحد أيام الأسبوع الماضي يوافق يوم ميلاد أمه فكتب على صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبارات التهنئة لها بيوم ميلادها، معتقدًا أنه بذلك قدم إليها الغالي والنفيس، حيث كتب يقول: «مش هقدر أوصف بحبك قد إيه.. كل سنة وإنتي طيبة يا أمي».
وفي الوقت الذي توالت فيه تعليقات المهنئين من أصدقائه وأقاربه والدعوات لوالدته بحياة سعيدة وطول العمر، كان الإبن الذي كتب المنشور قد أنهى حياتها دون أن يعلم أحد أن صاحبة التهاني كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة على يد الإبن نفسه.
عذرًا أقبح من الذنب
وعندما كشفت جريمته كان مبرره الصادم للجميع بأنه شك في سلوك والدته ولذلك قتلها، وكأنها يقتلها بل يذبها حتى بعد موتها فيلوث سمعتها بين الناس بعدما احتوته وحملته طفلًا و كبيرًا.
الأمن يكشف تفاصيل الجريمة
وتلقى اللواء محمد مجدي أبوشميلة، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إخطارًا من قسم شرطة الشيخ زايد ثانِ بالعثور على جثمان سيدة داخل شقتها، وأمر اللواء علاء فتحي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث، وتبين من خلال المعاينة أن المجني عليها لقيت مصرعها نتيجة ضربة شديدة على الرأس كما تبين غياب أي علامات اقتحام أو سرقة.
وكشفت التحريات التي أشرف عليها العميد أحمد نجم رئيس مباحث قطاع أكتوبر أن نجل المجني عليها مدمن مخدرات، مما أثار شكوك رجال الأمن حوله.
وفي بداية استجوابه، قدم الإبن رواية مرتبكة زاعمًا أن أشخاص أخبروه بأن والدته لها مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وأن شكوكه دفعته للانفعال.
رواية لم تصمد طويلًا أمام ضباط المباحث الذين واصلوا استجوابه حتى انهار وبدأت ملامح الحقيقة تظهر.
اعتراف الإبن العاق بجريمته
واعترف الإبن أنه مدمن للمواد المخدرة وأن مشادة حادة وقعت بينه وبين والدته قبل دقائق من الجريمة، بعدما طلب منها مالًا لشراء جرعة المخدرات فرفضت الأم بشكل قاطع مهددة بقطع مساعدتها له في محاولة لإبعاده عن المخدرات.
رفض الأم أشعل غضبه وفقد السيطرة على أعصابه فأمسك بقطعة حديدية كانت بالقرب منه ووجه لها ضربة قوية في الرأس أودت بحياتها على الفور.
وأضاف أنه جلس بجوار جثمان والدته بعدها أفاق من غفوته ولكن بعد فوات الأوان قبل أن تحضر الشرطة إثر البلاغ الذي تقدم به الجيران بعد انقطاع صوت المجني عليها، وسط حالة من الصدمة بين الجيران الذين يعرفون الأم بدماثة خلقها وهدوئها.



