دار الإفتاء تطلق فعاليات دورة الهويَّة الدينية وقضايا الشباب بجامعة الإسكندرية
انطلقت بكلية التمريض في جامعة الإسكندرية فعاليات دورة الهُويَّة الدينية وقضايا الشباب التي تنظِّمها دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع الجامعة، وسط حضور طلابي مميز، عَكَس اهتمام شباب الإسكندرية بفهم قضايا الهُوية والعلاقات الإنسانية من منظور شرعي ونفسي واجتماعي متوازن.
دار الإفتاء المصرية تطلق فعاليات دَورة الهُويَّة الدينية وقضايا الشباب بجامعة الإسكندرية
واستقبلت عميدة الكلية الدكتورة حنان حسني الشربيني وفدَ دار الإفتاء برئاسة الدكتور عمرو الورداني عضو الهيئة الاستشارية العليا وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية والشيخ أحمد علي أحمد مدير فرع دار الإفتاء بالإسكندرية ، حيث نقل الوفد تحيات فضيلة مفتي الجمهورية وتأكيده اهتمام الدار بقضايا الشباب وحرصها على تنظيم برامجها التوعوية في الجامعات لتعزيز الوعي الديني والإسهام في معالجة التحديات التي تواجه الأجيال الجديدة.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بمحاضرة للدكتور عمرو الورداني ، بعنوان الصداقة بين الشباب والفتيات، تناول فيها المتغيرات الخارجية المؤثرة في سلوكيات الشباب ومنها زيادة الفردانية والمزاجية والتشتت المعرفي وضغط المعلومة والإحباط والفوضى، موضحًا أُسس تكوين العلاقات الصحية ومهارات بناء الروابط الإنسانية وضبط حدود تلك العلاقات وعدم كشف الأسرار وتجنب التلاعب العاطفي.
وبيَّن الدكتور عمرو الورداني العلامات التي تكشف العلاقة المرهقة للذات مثل الشعور بالذنب والخوف من الفقد والتوتر والعزلة والإرهاق النفسي، إلى جانب عرض ضوابط للعلاج، أهمها وضوح النية وضبط المشاعر وحماية الخصوصيات ومنع تحول العلاقة إلى مساحة عاطفية غير منضبطة.
وفي سياق متَّصل استؤنفت الفعاليات بمحاضرة أخرى للدكتور الورداني تحت عنوان الإلحاد العاطفي، حيث قدَّم تحليلًا معمَّقًا للتشوُّش الوجداني الذي يصيب بعض الشباب نتيجة اضطراب العلاقة داخل الأسرة والمثالية المفرطة والتعدي الجسدي والانتهاك العاطفي والمادية الزائدة والمقارنات الهدامة، إلى جانب أثر التدين الكَمِّي وخطاب التشدد في تكوين حالة الرفض والإنكار.
وأوضح أمين الفتوى أن خلط المشاعر بالأفكار يسهم في التعقيد النفسي، داعيًا إلى منهج في العلاج يقوم على العلم والبصيرة وقوة الإرادة وفهم فلسفة الابتلاء وضرورة وجود الشر لتمام الخير، وأن الألم أداة من أدوات الحكمة، وأن المنع قد يكون بابًا للرحمة، مع أهمية التوكُّل على الله تعالى وتوسيع النظرة تجاه الأقدار بما يعيد التوازن الداخلي للشباب ويحصِّنهم من الاضطراب الوجداني.
وفي ختام اليوم قدَّمت عميدة كلية التمريض درع اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية إلى وفد دار الإفتاء المصرية؛ تقديرًا لجهود الدار في دعم الوعي الديني وترسيخ القيم الأخلاقية بين الشباب، في حين وزَّع وفدُ الدار كتاب دليل الأسرة والدليل الإرشادي للإجابة عن أسئلة الأطفال على الحضور؛ دعمًا للمعرفة الدينية والتوعية الأسرية.
واختتمت الفعاليات بالْتقاط صورة جماعية ضمَّت إدارة الكلية وطلابها مع وفد دار الإفتاء، يتقدَّمهم الدكتور عمرو الورداني والشيخ أحمد علي أحمد، وتم تداول الصورة عبر منصات الكلية واتحاد الطلاب بما يعكس حالة التفاعل الإيجابي التي صاحبت فعاليات الدورة.
وتأتي هذه الدورة ضمن سلسلة برامج ممتدة تنفِّذها دار الإفتاء المصرية في مختلف الجامعات والمحافظات بهدف تعزيز الهُوية الدينية الإيجابية وترسيخ الوعي الرشيد لدى الشباب بما يساهم في بناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة.



