رغم تعبها.. مسنه بالمنيا تصرعلي الذهاب الي لجان الانتخابات للأدلاء بصوتها
لم يكن الصباح مختلفًا في محافظة المنيا، إلا أن مشهدًا واحدًا خطف الأنظار داخل إحدى اللجان الانتخابية؛ سيدة مسنّة، تتكئ على عصاها، تخطو بخطوات بطيئة وثقيلة، لكنها مليئة بالإصرار، ورغم ملامح الإرهاق التي ارتسمت على وجهها، رفضت أن يُمدّ لها أحد يد العون في أول خطواتها، وقالت بصوت هادئ لكنه ثابت:"صوتي أمانة ولازم أروح اللجنة بنفسي".
بهذه الكلمات بدأت قصة حضورها، قصة تلخّص معنى الانتماء وتضع درسًا جديدًا في المشاركة الوطنية.
إصرار لا يعرف العمر
السيدة، وهي في عقدها الثامن من العمر، خرجت من بيتها في إحدى قرى المنيا متحدية تعب الجسد وبرودة الجو، مصمّمة على أن تُدلي بصوتها داخل صناديق الاقتراع.
عائلتها حاولت مرارًا إقناعها بالبقاء في المنزل، لكن ردّها كان حاسمًا:"عشنا كتير وشوفنا كتير والبلد محتاجة كل صوت"، هذا الإصرار دفع الأهالي المتواجدين أمام اللجنة إلى مساعدتها، فتم توفير كرسي متحرك لها حتى تستطيع الدخول إلى مقر الاقتراع بسهولة.
مشهد إنساني لفت أنظار الجميع
فور وصولها إلى اللجنة، استقبلها الموظفون بكل احترام، وحرصوا على تسهيل إجراءات التصويت لها، المشهد أثار إعجاب شباب ونساء كانوا يقفون في طابور الانتظار، وقال أحدهم:"لما ست كبيرة بالشكل ده تصرّ إنها تيجي يبقى إحنا أولى نشارك"، هكذا تحولت قصة هذه السيدة إلى رسالة صامتة لكنها قوية عن قيمة المشاركة، وعن أن حب الوطن لا يُقاس بالعمر ولا بالحالة الصحية.
قدوة لجيل كامل ورسالة للممتنعين
مشهد السيدة المسنّة لم يكن مجرد لقطة إنسانية، بل رسالة واضحة لكل مواطن تردد أو تراجع، فقد أثبتت هذه السيدة أن الواجب الوطني يتجاوز كل الظروف، وأن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق، بل مسؤولية تجاه مستقبل المحافظة والبلاد، وهكذا فإن إصرارها الذي تغلّب على تعبها، أعاد التذكير بقيمة الصوت الانتخابي، وقدم نموذجًا مشرفًا لكل أجيال المنيا.




