عاجل

بعد أن مزقها الجفاف.. الأمطار تهطل على طهران مرة أخرى

أمطار إيران
أمطار إيران

هطلت الأمطار لأول مرة منذ أشهر في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأربعاء، مما وفر فترة راحة قصيرة للجمهورية الإسلامية المتعطشة للأمطار وهي تعاني من أشد خريف جفافا منذ أكثر من نصف قرن.

في ظل الجفاف الذي يضرب إيران، حذر رئيسها من احتمال اضطرار البلاد إلى نقل الحكومة من طهران بحلول نهاية ديسمبر الجاري إذا لم تهطل أمطار غزيرة لإعادة ملء السدود المحيطة بالعاصمة.

خريف إيران الأكثر جفافًا منذ عقود

ووصف خبراء الأرصاد الجوية هذا الخريف بأنه الأكثر جفافا منذ أكثر من 50 عاما في جميع أنحاء البلاد، حتى قبل الثورة الإسلامية عام 1979.

وأصبحت أزمة المياه قضية سياسية في البلاد، لا سيما مع عرض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرارًا مساعدة بلاده لإيران، الدولة التي شنّ عليها حربًا استمرت 12 يومًا في يونيو، وفقًَا لموقع “abc news”.

 كما أدت أزمة المياه إلى اندلاع احتجاجات محلية في الماضي، وهو أمر سعت إيران لتجنبه في ظل معاناة اقتصادها من وطأة العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

وقال مركز سوفان في نيويورك: "لقد تصاعدت أزمة المياه في إيران في السنوات الأخيرة من مشكلة جفاف متكررة إلى مشكلة سياسية وأمنية عميقة تثير قلق قيادة النظام".

وصف أحد فازيفه، المسؤول في مكتب منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، الجفاف بأنه "غير مسبوق" في مقابلة مع وكالة أنباء فارارو الأسبوع الماضي، وأضاف أن معدل هطول الأمطار يبلغ الآن حوالي 5% فقط من المعدل الطبيعي لفصل الخريف.

وحذر فازيفه قائلا: "حتى لو كان هطول الأمطار في الشتاء والربيع طبيعياً، فسنواجه نقصاً بنسبة 20%".

إيران تحاول النجاة من العطش بـ"تلقيح السحب"

في نوفمبر الماضي، بدأت السلطات الإيرانية عمليات تلقيح السحب لتحفيز هطول الأمطار، وذلك لمكافحة أزمة المياه الحادة في العاصمة طهران، حسبما ذكرت وكالة أنباء "إرنا".

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية، إن هطول الأمطار في جميع أنحاء البلاد انخفض بنحو 89% مقارنة بالمتوسط ​​​​طويل الأمد، مما يجعل هذا الخريف الأكثر جفافا تشهده إيران في السنوات الخمسين الماضية.

وبحسب وكالة “إرنا”، أن عملية تلقيح السحب تمت "بواسطة طائرات مجهزة بمعدات تلقيح السحب"، في حوض بحيرة أرومية شمال غربي البلاد، وهي عملية مستخدمة في إيران منذ سنوات، حيث يتم نشر المواد الكيميائية في السحب لتحفيز إطلاق الرطوبة على شكل أمطار.

قبل عقدين فقط ، كانت بحيرة أرومية أكبر بحيرة في الشرق الأوسط، وازدهر اقتصادها المحلي بفضل الفنادق والمطاعم التي تُلبي احتياجات السياح، أما الآن، فتقف القوارب صدئة جامدة على أرض تتحول بسرعة إلى سهل مالح.

قالت قناة برس تي في الإيرانية، في تقرير أمس الأحد، إن أزمة المياه الحادة "أثارت ناقوس الخطر بشأن إمدادات مياه الشرب في المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة طهران".

وأعلن رئيس المركز الوطني لأبحاث تلقيح السحب، محمد مهدي جوديان زاده، أن عمليات تلقيح السحب ستستمر حتى منتصف مايو المقبل "سواء بالطائرات أو الطائرات المسيرة، وفي حال وجود أنظمة مناسبة في البلاد"، بحسب وكالة "إرنا".

وأضاف جوديان زاده: "بالنظر إلى أن بلادنا تقع في مناطق قاحلة والحاجة الملحة إلى موارد المياه المتجددة، فإن تلقيح السحب يتم فقط لزيادة هطول الأمطار في أحواض مستجمعات المياه المختلفة".

في الأسبوع الماضي، قالت وسائل إعلام إيرانية، إن المصدر الرئيسي لمياه الشرب لسكان العاصمة الإيرانية طهران معرض لخطر الجفاف خلال أسبوعين بسبب الجفاف التاريخي الذي تعاني منه البلاد.

طهران تعيش حالة جفاف تاريخية 

وقال مدير شركة المياه في العاصمة طهران بهزاد بارسا، إن سد أمير كبير، وهو واحد من خمسة سدود توفر مياه الشرب لطهران، "يحتوي فقط على 14 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يمثل ثمانية في المائة من سعته"، محذرًا من أنه عند هذا المستوى، لن تتمكن إيران من مواصلة تزويد طهران بالمياه إلا لمدة أسبوعين فقط.

وتشهد إيران أسوأ موجة جفاف منذ عقود، وصرح مسؤول إيراني، بأن مستوى هطول الأمطار في محافظة طهران "غير مسبوق تقريبًا منذ قرن"، وتقع العاصمة الإيرانية، التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة، على المنحدرات الجنوبية لجبال البرز المغطاة بالثلوج في كثير من الأحيان، والتي يصل ارتفاعها إلى 5600 متر وتغذي أنهارها خزانات متعددة.

العطش يهدد سكان طهران 

وقال بارسا إن سد أمير كبير احتجز قبل عام 86 مليون متر مكعب من المياه، لكن كان هناك "انخفاض بنسبة 100 في المائة في هطول الأمطار" في منطقة طهران، وبحسب وسائل إعلام إيرانية، يستهلك سكان طهران نحو ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه يوميا.

وكإجراء لتوفير المياه، أفادت تقارير إيرانية بقطع الإمدادات عن العديد من الأحياء في الأيام الأخيرة، في حين كانت الانقطاعات متكررة هذا الصيف.

وفي شهري يوليو وأغسطس الماضيين، تم إعلان عطلتين رسميتين لتوفير المياه والطاقة، مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي تقريبا وسط موجة حر شهدت ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية في طهران، كما تجاوزت حاجز الـ50 درجة مئوية في بعض المناطق الأخرى، وحذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في ذلك الوقت من أن "أزمة المياه أكثر خطورة مما يتم مناقشته اليوم".

تم نسخ الرابط