من الحوار محليًا إلى وثيقة الأخوة عالميا.. كيف رسخ الأزهر للسلام والتعايش؟|خاص
على هامش استقبال شيخ الأزهر لأعضاء لجنة جائزة زايد للأخوة الإنسانية، قال الدكتور حمادة شعبان مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر إن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وبابا الفاتيكان الراحل "البابا فرنسيس" هي في جوهرها وثيقة إنسانية، تهدف إلى ترسيخ قيمة السلام بين جميع البشر وإنهاء الصراعات والحروب وما نتج عنها من قتل ودمار وموجات نزوح ولجوء، جعلت 1% من الناس لاجئيين ونازحين.
جهود الأزهر للسلام والتعايش
وقال شعبان في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: الوثيقة أخذت طابعًا دينيًا بسبب أن موقعيها هما أكبر رمزان دينيان في العالم. وقد سبق هذه الوثيقة جهود كثيرة اعتبرها البعض تمهيدًا لتوقيع الوثيقة».
مركز الحوار وبيت العائلة
وبين أن من أهم هذه الجهود على المستوى المحلي إعادة تشكيل "مركز حوار الأديان" بقرار من شيخ الأزهر ليكون بمثابة انطلاقة جديدة تدفع بالحوار الديني والحضاري مع أتباع الأديان والحضارات الأخرى إلى الأمام. كما تم إنشاء "بيت العائلة المصرية"، الفكرة التي ابتكرها شيخ الأزهر ووافق عليها البابا “شنودة الثالث”.
وشارك في تأسيس هذا البيت الذي يهدف إلى الحفاظ على النسيج الوطني لأبناء مصر، والتأكيد على القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية، وبلورة خطاب جديد تنبثق عنه أساليب تربوية وفكرية تتناسب مع احتياجات الشباب والنشء ويشجع على الانخراط في ثقافة السلام ونبذ العنف، وتفعيل المخزون الحضاري للشخصية المصرية بمكوناته الحضارية والتاريخية.
ترسخ لقيم السلام والتعدد
ولفت إلى أن الأزهر عقد سلسلة من المؤتمرات التي ترسخ لقيم السلام والتعدد والتنوع والحوار؛ منها على سبيل المثال مؤتمر "الحرية والمواطنة ... التنوع والتكامل" في فبراير 2017. وقد استضاف هذا المؤتمر نخبة من علماء الإسلام والمسيحية بمختلف مدارسهم وطوائفهم، ودارت بينهم حوارات حول مفهوم المواطنة، والتجارب التي مر بها، والتحديات التي تواجهه. وفي أبريل 2017 عقد الأزهر "مؤتمر الأزهر العالمي للسلام". وحضره "البابا فرانسيس". ودارت في هذا المؤتمر نقاشات وحوارات أكدت على أن الحوار هو الخطوة الأهم على طريق تحقيق السلام.
السلام مع أتباع الأديان يتوج بوثيقة ويومًا عالميًا للأخوة بين البشر
وشدد على أنه على المستوى العالمي وطّد الأزهر علاقته مع المؤسسات المسيحية في العالم مثل مجلس الكنائس العالمي، والفاتيكان، وكنيسة كانتربري، مما كان له عظيم الأثر في تدشين مجموعة من المؤتمرات الحوارية بين الشرق والغرب لبحث قضايا السلام ودور رجال الدين في ترسيخه والتغيرات المناخية... عقدت هذه اللقاءات في مدن أوربية وعربية مختلفة. وكان ثمرة هذه اللقاءات توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في 4 فبراير 2019، واعتبار هذا اليوم يومًا عالميًا للأخوة بين البشر.



