لا يتحدث إلا بالقرآن.. متسابق من الشرقية يبهر مسابقة بورسعيد الدولية بموهبته
بهر المتسابق عمر من مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وأحد المشاركين من ذوي الهمم، اليوم الأربعاء، لجنة التحكيم والجمهور في مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم والابتهال الديني، بعدما قدم تلاوة استثنائية خرجت من قلبه قبل أن تنطق بها شفاهه، في مشهد أصاب الحاضرين بالدهشة والإعجاب.
عمر يعاني إعاقة ذهنية شديدة، ولا يتحدث مع أي شخص، ولا يرد على أي حديث عادي، ولا يفهم لغة البشر، لكنه يتحول تمامًا عندما يسمع القرآن، فينطق بآياته فقط، ويرد على أي تواصل إذا كان بالكلام القرآني أو ما يشبهه، ليبدو وكأنه يعيش في عالم خاص به، يحكمه القرآن وحده.

ومنذ طفولته، كان المصحف رفيقه الدائم، يستمع للآيات بحواسّه ويحفَظها بدقة، ويتنقل بين المواضع والصفحات في ذهنه دون أي تردد، بحيث يمكنه تلاوة أي آية أو معرفة أول وآخر كلمة لأي صفحة دون أخطاء، ومع مشاركته هذا العام، أبهر لجنة التحكيم بتلاوة اتسمت بالتركيز والخشوع، وقدرة واضحة على الالتزام بأحكام التجويد، مؤكدين أن موهبته استثنائية ونادرة.
وتروي أسرته أن عمر لا يتفاعل مع العالم إلا عبر القرآن، وأن كل حياته تتشكل حوله، فالقرآن بالنسبة له ليس مجرد كتاب، بل لغة الحياة والوجود، وأن أي خطوة يخطوها تترافق مع آية أو سورة عاش معها منذ صغره، حتى أصبح مثالًا حيًا على أن الهمم أقوى من أي قيود.
تأتي مشاركة عمر ضمن فعاليات النسخة الدولية التاسعة للمسابقة، التي تحمل اسم الشيخ الراحل محمود علي البنا، وتقام برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبدعم اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد، وإشراف الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، والإعلامي عادل مصيلحي المدير التنفيذي للمسابقة، حيث شهدت النسخة الحالية حضورًا واسعًا لمواهب من محافظات مصر المختلفة، ليظل عمر الاستثناء الأكثر إبهارًا، مؤكداً أن القرآن أحيانًا يكفي أن يكون لغة القلب قبل اللسان.
وفي سياق متصل كان قد أدهش الطفل عمر عبد المنعم علي حسن، من محافظة الإسكندرية، وأحد أصغر المشاركين في مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، لجنة التحكيم والحضور بموهبته الفريدة، فهو كفيف من ذوي البصيرة، لكنه يمتلك قدرة نادرة على تحديد مواضع الآيات والسور بدقة، وحفظ كتاب الله كاملًا عن ظهر قلب في سن لا يصل إليها كثير من البالغين.
بدأت علاقة عمر بالقرآن منذ أن كان في الثالثة من عمره، فـ أول ما نطق به لسانه كان القرآن، وكان يتعلم نطق الكلمة الواحدة في ساعتين كاملتين، لكنه واصل طريقه بإصرار حتى حفظ القرآن كاملًا وهو في عمر 3 سنوات، ثم أتم ختمه في سن 7 سنوات، ولا يزال حتى اليوم يراجع 3 أجزاء يوميًا دون انقطاع.
ورغم فقدانه البصر، التزم عمر بالصلاة في المسجد منذ طفولته المبكرة، حتى أنه كان يؤدي صلاة الفجر جماعة وهو طفل صغير، ويؤكد أن فقدان بصره لم يكن عائقًا ولا سببًا لليأس، بل منحة ساقها الله إليه: أخذ مني البصر ووهبني البصيرة، معتبرًا القرآن أعظم نعمة في حياته.
يقول عمر بثقة إن التلاوة التي خطفت قلوب الناس هي من عند الله تعالى، ويؤكد أن القرآن هو طريقه للدنيا والآخرة، مرددًا ما يؤمن به بعمق: من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن.
ويحب عمر الاستماع إلى كبار القراء وعلى رأسهم الحصري والمنشاوي والشيخ محمد رفعت، لكنه يفضل الحفظ بصوت الشيخ الحصري تحديدًا، بينما يخطط خلال الفترة المقبلة للتوسع في علوم القرآن واستكمال القراءات بهدف إتقان كل ما يتعلق بكتاب الله.
وتأتي مشاركة عمر ضمن فعاليات النسخة الدولية التاسعة للمسابقة، التي تحمل اسم الشيخ الراحل محمود علي البنا، وتقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبدعم اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد، وإشراف الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، والإعلامي عادل مصيلحي المدير التنفيذي، وتشهد المنافسات الحالية مشاركة واسعة من مختلف الفروع القرآنية، استعدادًا لانطلاق الفعاليات الدولية نهاية يناير 2026، وسط اهتمام كبير بالأطفال الموهوبين الذين يجسدون صورة مضيئة لحفظة كتاب الله في مصر.
