سمير فرج: السيسي صنع جيشًا قادرًا على الردع وحماية الأمن القومي |خاص
قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن التطور الذي شهدته الصناعات العسكرية المصرية خلال السنوات الماضية أصبح واضحًا بشهادة العالم، خاصة بعد عرض عدد كبير من المعدات العسكرية الجديدة لأول مرة في معرض إيديكس 2025، وهو ما يعكس نقلة نوعية غير مسبوقة في قدرات الصناعة الدفاعية المصرية.
رؤية استراتيجية تبناها الرئيس
وأكد فرج، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن هذا التطور لم يأتِ من فراغ، بل كان ضمن رؤية استراتيجية تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لتوليه مسؤولية قيادة البلاد، مشيرًا إلى أن الرئيس وضع هدفًا رئيسيًا يتمثل في تطوير القوات المسلحة وتعزيز قدراتها؛ لتكون قادرة على حماية مقدرات الدولة عسكريًا واقتصاديًا.
تنويع مصادر السلاح.. أول مسار للتطوير
وأوضح الخبير العسكري، أن خطة التطوير اعتمدت على مسارين متوازيين، الأول هو تنويع مصادر التسليح حتى لا تعتمد مصر على مصدر واحد، قائلاً: إن مصر نجحت خلال السنوات الأخيرة في الحصول على أحدث المعدات من مختلف الدول، ومنها:
مقاتلات رافال وحاملتا المروحيات ميسترال من فرنسا
الفرقاطات الحديثة من إيطاليا
4 غواصات ألمانية من طرازات متقدمة
المقاتلات ميغ-29 من روسيا
المسيرات من الصين
المدفع ذاتي الحركة «K-9» من كوريا الجنوبية
وأكد فرج، أن هذا التنوع منح القوات المسلحة قوة إضافية ومرونة استراتيجية تُمكّنها من مواجهة أي تهديدات أو تحديات مفاجئة.
تطوير الصناعات الحربية.. المسار الثاني والأكثر أهمية
وأشار اللواء سمير فرج إلى أن المسار الثاني في خطة التطوير كان تحديث الصناعات الحربية المصرية، وهو ملف لم يشهد تطويرًا حقيقيًا منذ إنشاء هذه المصانع عقب ثورة 1952.
وأوضح فرج، أن الاعتماد على الخارج في أوقات الحروب أو الأزمات قد يواجه صعوبات تتعلق بتوفير الذخائر أو قطع الغيار، وهو ما يجعل وجود صناعة عسكرية وطنية قوية أمرًا ضروريًا.
وقال إن الدولة بدأت بالفعل في تحديث المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع، وبدأت في تصنيع جانب كبير من احتياجات القوات المسلحة محليًا. وكشف عن أن مصنع الطائرات في حلوان، على سبيل المثال، بدأ في إنتاج بعض مكونات الطائرة الفرنسية رافال، إضافة إلى الدخول في شراكات لصناعة المسيرات.
وأضاف: «الرئيس السيسي كان صاحب رؤية واضحة في تنظيم معرض إيديكس؛ لأنه بوابة مهمة لعرض أسلحتنا وتسويق صناعاتنا العسكرية للعالم، ولذلك شهدت الدورات الأخيرة تطورًا هائلًا في مستوى العرض والمحتوى».
تحديات الصناعة العسكرية
وحول التحديات التي تواجه قطاع الصناعات الدفاعية، أكد اللواء فرج أن أبرزها يتمثل في:
التحديات المالية المرتبطة بضخ استثمارات كبيرة في التكنولوجيا والتطوير
نقل التكنولوجيا (Know-how) وهو أمر يتطلب توازنات سياسية حساسة
صعوبة الحصول على تقنيات معينة من بعض الدول دون أن يسبب ذلك توترًا مع دول أخرى، في ظل التنافس الدولي
وأضاف أن هذه التحديات طبيعية لأي دولة تطمح لبناء صناعة عسكرية قوية، مشيرًا إلى أن مصر تخطو خطوات ثابتة وواثقة في هذا الاتجاه.
وتابع: أن ما تحقق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يُعد «أكبر عملية تحديث عسكري شهدتها مصر منذ عقود»، وأن استمرار تطوير التصنيع الحربي يمثل ضمانة حقيقية لحماية الأمن القومي وتعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية.