التجارة غير النفطية السنوية بين إيران والصين تصل إلى 34.1 مليار دولار

في سياق العلاقات الاقتصادية الثنائية بين إيران والصين، أفادت البيانات الرسمية بأن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين وصل إلى 34.1 مليار دولار في السنة الإيرانية المنتهية في 20 مارس 2025، بحسب صحيفة "طهران تايمز".
ووفقًا لتصريحات المسؤولين في إدارة الجمارك الإيرانية (IRICA)، فإن الصين كانت الوجهة الأولى للمنتجات الإيرانية، حيث استوردت سلعًا غير نفطية بقيمة 14.8 مليار دولار من إيران.
بالمقابل، تعتبر الصين أيضًا المصدر الثاني للواردات الإيرانية، حيث صدرت منتجات غير نفطية إلى إيران بما قيمته 19.3 مليار دولار.
التعاون والاستثمار
أعلن حسين إيفازلو، عضو مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني الإيراني (NDF)، عن خطط لتعزيز التعاون مع الصين في مجال الاستثمار الأجنبي، مشيرًا إلى أهمية جذب رأس المال الأجنبي لدعم المشاريع الاقتصادية في إيران.
وقد تم التأكيد على أن التعاون مع الصين في هذا السياق سيركز على القطاعات الحيوية التي تتماشى مع أهداف إيران التنموية على المدى الطويل.
كما أشار تقرير "طهران تايمز"، إلي أنه في في 20 ديسمبر 2024، أعلن ممثل منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) عن استعداد المستثمرين الصينيين لتمويل بناء محطات كهرباء بنظام الدورة المركبة في محافظة خوزستان، التي تعد واحدة من أغنى المناطق الإيرانية من حيث الطاقة. هذه الخطوة تهدف إلى معالجة اختلالات الطاقة في إيران وتعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية.
وفي هذا الصدد، أشار تشاو بين هي، المدير التنفيذي لمكتب إيران في SCO، إلى العلاقات التاريخية بين البلدين وأكد على استعداد الصين للمشاركة في تطوير بنية خوزستان التحتية، بما في ذلك مشاريع في قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة.

مباحثات مستمرة
في 15 أكتوبر 2024، التقى وزير المالية الإيراني عبد الناصر همتي مع سفير الصين في طهران، كونج بي وو، حيث تم التأكيد على أهمية تنفيذ مذكرات التفاهم بين البلدين.
همتي شدد على ضرورة متابعة المفاوضات التي جرت خلال اجتماع وزراء الاقتصاد لدول البريكس في سمرقند، ودعا إلى تسريع تنفيذ المذكرات لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري.
كما جرت محادثات مع وزير المالية الصيني لان فو آن في سبتمبر 2024، حيث تم التأكيد على أن إيران والصين قد وضعا تنفيذ خطة الشراكة الاستراتيجية طويلة الأجل في صدارة أولوياتهما، وأنهما سيواصلان العمل في هذا الاتجاه حتى الوصول إلى نتائج ملموسة.
ثم في 28 أكتوبر 2024، أكد السفير الصيني في طهران على استعداد بلاده لتعزيز التعاون التجاري مع إيران في جميع المجالات الاقتصادية.
وأكد على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية من خلال المعارض الدولية ونقل التكنولوجيا، مع التركيز على التقدم التجاري في قطاعات الصناعة والتعدين.
كما كان محمد آقا جانلو، رئيس منظمة تطوير وتجديد الصناعات التعدينية الإيرانية (IMIDRO)، حاضرًا في اللقاء حيث أكد على أهمية نقل التقنيات الحديثة من الصين إلى إيران في مجال التعدين.
وأضاف أن تبادل الخبرات بين المهندسين والخبراء من البلدين يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين المهارات والمعايير في هذه الصناعة.

شراكة استراتيجية
في مارس 2021، وقعت إيران والصين اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة لمدة 25 عامًا، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون على المدى الطويل.
وفي ديسمبر 2022، تم توقيع 16 مذكرة تفاهم في إطار هذه الاتفاقية، وهو ما يعكس تطور العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية.
كما تم التركيز خلال قمة التعاون الشامل بين إيران والصين على أربع مجالات رئيسية بهدف تمهيد الطريق لتنفيذ الاتفاقية التي تستمر 25 عامًا.
كما شهدت العلاقات الثنائية تحولات إيجابية في فبراير 2023، حيث وقعت إيران والصين 20 مذكرة تفاهم في حضور رؤساء البلدين، مما يفتح المجال أمام مزيد من التعاون في مختلف المجالات.
تستمر العلاقات الاقتصادية بين إيران والصين في الازدهار، مع التركيز على التعاون التجاري والاستثماري في عدة مجالات استراتيجية، بما في ذلك الطاقة، الصناعة، والتعدين.
وتعد هذه العلاقات حجر الزاوية لتحقيق أهداف إيران التنموية على المدى الطويل، في وقت تسعى فيه الصين لتعميق شراكتها مع إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة وتعزيز مصالحها الاقتصادية.