«بعد نجاح دولة التلاوة».. خير رمضان يقترح برنامج لاكتشاف المواهب الشعرية
أشاد الإعلامي خيري رمضان ببرنامج دولة التلاوة، مؤكّدًا أن هذا البرنامج أعاد إحياء التراث الديني والروحي داخل كل البيوت المصرية، وأشار رمضان إلى أهمية البناء على هذا النجاح من خلال إطلاق برنامج آخر مخصّص لاكتشاف المواهب الشعرية، بما يساهم في دعم الإبداع وتعزيز حضور الفنون الأصيلة في المجتمع.
وجاء ذلك عبر تغريدة نشرها على صفحته الرسمية بمنصة "إكس" قائلًا: عرفت الهوى لا أستطيع أن أخفى سعادتى وأنا أتابع تجربة مسابقة دولة التلاوة على قناة CBC فى مصر، فهى ليست مجرد مسابقة، بل لحظة استعادة لقيمة روحية وثقافية امتدت فى الوجدان المصرى عبر اكثر من قرن.
وأوضح أن التلاوة دائما جزءا أصيلا من الشخصية المصرية، ومن تراثها الذى يفيض خشوعا وجمالا، ففى مصر ظهر الشيخ محمد رفعت، ذلك الصوت الذى كان الناس يترقبون آذان الفجر وآذان المغرب فى رمضان ليستمعوا اليه، وتخشع قلوبهم قبل أن يبدأ يومهم أو يفطروا صيامهم.
وأكد أن ظهور الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بصوته الذى وصل إلى كل بيت عربى، والشيخ الحصرى الذى نشر القراءات المتقنة فى العالم، والشيخ المنشاوى بصوته الذى يشبه بكاء الروح، والشيخ مصطفى اسماعيل صاحب الصوت الشجى والاداء البديع الذى جمع بين القوة والرهافة فى آن واحد، هؤلاء جميعا كانوا رموزا صنعت وجها مضيئا لمصر، وشكلوا جزءا مهما من قوتها الناعمة.
وتابع اليوم، ومع هذه المسابقة، نحتاج الى تقديم جيل جديد يحمل الراية، ويعيد الى المشهد تلك الروح المصرية التى تعطى للقرآن مقامه اللائق، وتقدم للعالم أصواتا جديدة تستطيع أن تستمر، وان تمثل مصر فى أبهى صورها، اصوات شابة تحمل القدرة على التأثير، وتملك الاداء، وتجمع بين جمال الصوت وحضور الروح، وهذا بالضبط ما يجعل من مسابقة دولة التلاوة خطوة مهمة فى طريق دعم الذوق والروح والدين معا.
وأكد أن تزداد أهمية هذه التجربة بما يقدمه الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف من إشراف علمى وروحى، فهو يعمل على احياء المدرسة المصرية الاصيلة فى التلاوة، ويمنح المتسابقين رصانة علمية وذوقية تجعل من المشاركة فى المسابقة تجربة تربية قبل ان تكون منافسة.
وتابع أن المسابقة لا تكتفى باختيار الصوت، بل تختار الشخصية والالتزام والقدرة على حمل رسالة، ومن هذه الروح التى تجمع بين الجمال والالتزام ينتقل التفكير الى زاوية اخرى: اذا كنا نقيم مسابقات للجمال والغناء والتمثيل والازياء، فلماذا لا نقدم مسابقة راقية تعيد الاعتبار الى الحجاب بمعناه الحقيقي؟ ليس الحجاب مجرد غطاء للرأس، بل هو قيمة ووعى وسلوك وذوق.
واكد أن لدينا نساء وفتيات قادرات على تقديم صورة مختلفة للالتزام والرقى، صورة تجمع بين العقل والجمال والمعنى، ووجود مسابقة من هذا النوع يسهم فى إعادة التوازن إلى المجتمع، ويؤكد أن الفن ليس وحده الذى يستحق الاضواء.
وفى هذا السياق الذى يجمع بين الفن الروحى والجمال الأدبى، يبرز اسم الشاعر الرقيق طاهر ابو فاشا، الذى قدم فى فيلم رابعة العدوية اثنتين من أجمل القصائد التى غنتها السيدة أم كلثوم.
وفي وقت سابق عبر الشيخ خالد الجندي عن تقديره العميق للبرنامج، معتبرا إياه واحدا من أهم المشروعات الإعلامية التي ظهرت خلال الأعوام الأخيرة، واصفا إياه بـ"الهدية الثمينة للمجتمع المصري".
برنامج يُعيد الذوق ويُصلح الوجدان
وخلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر شاشة DMC، أوضح الجندي أن "دولة التلاوة" جاء في توقيت كانت فيه الساحة الإعلامية بحاجة لمن يعيد احترام الأذن المصرية وذوق المستمع، بعد انتشار محتوى أثر سلبا على الذوق العام.
وأضاف: "هذا البرنامج أعاد جمال التلاوة وروح الأصالة إلى كل بيت.. أصبح حديث الناس، وموعدًا ثابتًا بين الأسرة والقرآن".
🇪🇬 مصر.. مدرسة التلاوة الأولى
وأكد الجندي أن تاريخ مصر في خدمة القرآن لا يمكن تجاوزه، مشيرًا إلى أن كبار القراء الذين علّموا العالم مخارج الحروف والأداء القرآني هم أبناء هذه الأرض.
وقال:"لن تنتصر الفوضى على الأذواق، فصوت القرآن في مصر سيظل منارة تهدي الأمة".
أشادة بالمهنية وصناع البرنامج
وخص الشيخ خالد الجندي فريق العمل بتقدير واسع، بدءًا من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على الإنتاج والاهتمام، مرورا بجهود الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، ودعم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
كما أثنى على أداء الإعلامية آية عبد الرحمن قائلا إنها تمثل نموذجًا للإعلام الرزين القادر على إدارة الحوار باحترافية وهدوء.
ولم ينس الإشادة بلجنة التحكيم، معتبرًا أنها حافظت على توازن نادر بين العلم الشرعي وجمال الأداء الصوتي.
واختتم الجندي حديثه برسالة تحمل تقديرا وامتنانا، قائلا: "هذا ليس مجرد برنامج.. إنها دولة حقيقية للقرآن. جزى الله الدولة خيرًا على هذا العمل الذي سيبقى أثره في القلوب دون مبالغة ".