لقاء السيسي وحفتر يعيد رسم معادلة استقرار ليبيا ويؤكد ثبات الموقف المصري
في لحظة إقليمية مشحونة بالتطورات المتسارعة، جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، ليبعث برسائل سياسية وأمنية شديدة الوضوح للعالم بأسره: مصر ثابتة على موقفها، راسخة في دعمها لاستقرار ليبيا، ومتمسكة برؤيتها الرافضة لأي تدخلات خارجية تهدد سيادة الدولة الليبية أو تمس وحدتها. اللقاء لم يكن بروتوكوليًا، بل محطة مفصلية تعكس إدراك القاهرة لحساسية المشهد الليبي وتشابكه مع معادلة الأمن الإقليمي في مصر والسودان والجوار الغربي. هذه التحركات المصرية، التي جاءت بدلالات قوية كما وصفها قادة سياسيون وبرلمانيون، تؤكد أن القاهرة تتحرك من موقع المسؤولية التاريخية، ومن قناعة بأن استعادة ليبيا لعافيتها هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرار المنطقة بأكملها.قال اللواء رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن لقاء الرئيس السيسي مع المشير خليفة حفتر يحمل دلالات قوية على ثبات الموقف المصري تجاه دعم الدولة الليبية، و أن مصر تتحرك في هذا الملف انطلاقا من مسئولية تاريخية، مشيرًا إلى أن الرسائل التي صدرت عن اللقاء تعكس بوضوح أن مصر ماضية في مساندتها للشعب الليبي ومؤسساته الوطنية حتى تستعيد ليبيا استقرارها ووحدة أراضيها.
وأشار "فرحات" إلى أن الرئيس السيسي أعاد التأكيد بلهجة واضحة على رفض مصر لأي تدخلات خارجية في الشأن الليبي، وعلى ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لاستعادة السيادة الليبية و هذا الموقف المصري الثابت هو ما يمنح ليبيا فرصة حقيقية لتأسيس دولة قوية قادرة على فرض النظام والقانون بعيدًا عن التجاذبات الدولية والإقليمية.
مصر تساند ليبيا لتحقيق الاستقرار
وأضاف "فرحات" أن مصر تسعى بصورة مستمرة إلى دفع المسار السياسي نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، انطلاقا من قناعة بأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لاستعادة الشرعية وترتيب البيت الليبي من الداخل و أن القاهرة لا تعمل من أجل طرف ضد آخر، بل من أجل دولة موحدة تمتلك مؤسسات فاعلة وقادرة على مواجهة التحديات.
وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن حديث الرئيس السيسي بشأن أمن السودان خلال اللقاء يكشف مدى الترابط بين أمن مصر وليبيا والسودان، وأن استقرار ليبيا جزء من استقرار مصر، واستقرار السودان بدوره جزء من المعادلة الكاملة للأمن الإقليمي ولهذا تعمل القاهرة على بناء شبكة تنسيق موسعة مع ليبيا لتفادي تداعيات الصراع السوداني وتأثيراته على حدود البلدين.
ولفت إلى أن مصر تتحرك تجاه ليبيا بروح الأخوة والمسؤولية، وأنها كانت وما زالت الركيزة الرئيسية لاستعادة الأمن والاستقرار في الجوار الغربي، وأن القاهرة ستظل داعما أساسيا للجيش الليبي ومؤسسات الدولة الليبية حتى تستعيد ليبيا مكانتها كدولة مستقرة موحدة وقادرة على حماية ثرواتها ومستقبل شعبها.
قال النائب مختار همام عضو مجلس النواب وأمين عام حزب حماه الوطن بسوهاج، أن زيارة الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي لمصر، واستقبال الرئيس السيسي له، جاءت في توقيت حساس في ظل التطورات الإقليمية المتصاعدة، وهو ما جعل النقاشات بين الرئيس السيسي والفريق خليفة حفتر تتناول دعم استقرار ليبيا والتعامل مع الوجود الأجنبي والمرتزقة.
وأشار مختار همام إلى أن تصريحات الرئيس السيسي تمثل رسائل قوية للعالم من أهمها دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها.
مختار: الرئيس السيسى يسعى بكل جهد إلى تسوية الأزمة الليبية
واوضح مختار همام أن الرئيس السيسى يسعى بكل جهد إلى تسوية الأزمة الليبية بالتواصل مع الأشقاء في ليبيا و الأطراف المعنية بحل الازمة من دول أخرى وصولا الي إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن
و أشاد د. مختار همام بتصريحات المشير خليفة حفتر وتقديره للدور المحوري الذي تلعبه مصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، والدعم الدائم الذي تقدمه مصر للشعب الليبي منذ بداية الأزمة
وأكد د. مختار همام أن مصر ملتزمة قيادة وشعبا بمواصلة تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للجيش والمؤسسات الوطنية الليبية، في إطار العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين وهذا ما يؤكده الرئيس عبد الفتاخ.
النهج المصري ثابت في دعم استقرار ليبيا
ومن جانبة، أكد النائب محمد رزق، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، أن استقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، يعكس النهج المصري الثابت في دعم استقرار ليبيا، ويؤشر إلى مرحلة أكثر حسماً في مسار تسوية الأزمة بما يحفظ وحدة الدولة الليبية ويصون أمن المنطقة بأكملها.
وقال رزق إن الرسائل التي خرجت من اللقاء تحمل “ثِقَلًا سياسيًا وأمنيًا واضحًا”، خاصة فيما يتعلق بتجديد تأكيد مصر على سيادة ليبيا، ووحدة أراضيها، والتصدي لأي تدخلات خارجية، وضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، معتبرًا أن هذه الثوابت المصرية تمثل «الضمان الحقيقي لأي تسوية عادلة ومستدامة».
النائبة ميرال الهريدي: لقاء الرئيس السيسي مع الفريق حفتر رسالة حاسمة لحماية الأمن القومي المصري وصون استقرار ليبيا
قالت النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس الشيوخ، عن حزب حماة الوطن إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، يأتي في توقيت بالغ الدقة ويعكس ثبات الموقف المصري والتزامه الراسخ بوحدة واستقرار ليبيا باعتبارها عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري.
ولفتت الهريدي، في بيان لها، إن تأكيد الرئيس السيسي خلال اللقاء على دعم مصر الكامل لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وما شدد عليه من ضرورة إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، يمثل تحديدًا واضحًا للموقف المصري الذي لم يتغير منذ بداية الأزمة الليبية، وهو رفض أي تدخل خارجي يهدد الدولة الوطنية الليبية أو يسمح بتمدّد قوى غير شرعية داخل أراضيها.
وتابعت: إشادة المشير حفتر بالدور المحوري الذي تقوم به مصر، وبجهود الرئيس السيسي شخصيًا في حماية مؤسسات الدولة الليبية واستعادة الاستقرار، يعكس حجم الثقة التي تتمتع بها القاهرة لدى الأطراف الليبية كافة.
وأكدت أن النقاش حول تسوية الأزمة عبر دعم المبادرات المؤدية إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية المتزامنة يعكس رؤية مصر الواضحة بضرورة أن يمتلك الشعب الليبي قراره بعيدًا عن أي تدخلات، وأن تتأسس الدولة الليبية على شرعية انتخابية كاملة.
وأوضحت أن التزام مصر بدعم الجيش الليبي والمؤسسات الوطنية هو ركيزة أساسية لضمان عدم عودة الفوضى أو السماح بانتشار الميليشيات المسلحة، مشيرة إلى أن الحفاظ على تماسك الجيش الليبي هو مفتاح استقرار البلاد.
وأشارت إلى أن بحث ملف ترسيم الحدود البحرية بين مصر وليبيا في إطار من الشفافية والتعاون المشترك يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ويكشف عن رؤية استراتيجية تهدف إلى حماية الحقوق السيادية وتجنب أي نزاعات مستقبلية، وفق قواعد القانون الدولي.
وأضافت أن التوافق المصري الليبي حول التطورات في السودان يحمل دلالات مهمة تؤكد وعي البلدين بخطورة المشهد الإقليمي، خاصة أن استقرار السودان يرتبط بشكل مباشر بالأمن القومي المصري والليبي معًا، مشددة على أن حرص الرئيس السيسي على تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة السودانية يعكس إدراكًا مصريًا عميقًا لخطورة انتقال الصراع عبر الحدود، وما قد يترتب عليه من تهديدات واسعة للمنطقة.