شريف سمير: جولة الإعادة مؤشر إيجابي لضبط العملية الانتخابية

تحدث الكاتب الصحفي شريف سمير، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، عن اليوم الأول من تصويت المصريين بالخارج في الدوائر التي تمت إعادة الانتخابات فيها، حيث أشار إلى أن جولة الإعادة جاءت في ظل حالة من القلق والتوجس لدى بعض الناخبين، نتيجة ما شهدته المرحلة الأولى من تجاوزات أدت إلى إلغاء الانتخابات في عدد من الدوائر. 

زيادة في الإقبال

وخلال النقاش، أوضح سمير، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، أن ما رُصد ميدانيًا يشير إلى زيادة في الإقبال، لا سيما من الشباب، خلال عمليات الإعادة، وهو ما أرجعه إلى الثقة التي اكتسبها الناخبون عقب تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي وقرارات الهيئة الوطنية للانتخابات.

وأكد سمير أن نتائج الإعادة في الدوائر التي جرت سابقًا تعد مؤشرًا إيجابيًا على أن صوت الناخب بات أكثر تأثيرًا وأن العملية أصبحت أكثر ضبطًا، لكنه طرح تساؤلات مشروعة حول السبب الذي أدى إلى حدوث تلك التجاوزات والاضطرار إلى إعادة الانتخابات، مشددًا على أهمية معالجة جذور المشكلة.

وأضاف أن بعض الدوائر، خاصة في الصعيد والمناطق ذات الطابع القبلي، تتأثر بتحالفات العائلات والنفوذ الاجتماعي أكثر من البرامج الانتخابية، فضلًا عن انتشار المال السياسي بصورة لافتة في هذه الدورة، سواء في القرى أو المدن.

 ونوه أيضًا إلى أن الظاهرة امتدت إلى دوائر حضرية، حيث استطاع بعض رجال الأعمال التأثير على الناخبين عبر شراء الأصوات، وهو ما أسهم في تفاقم الأزمة.

وأشار إلى أن التلاعب في الانتخابات ليس أمرًا يقتصر على مصر، بل يحدث بدرجات متفاوتة في مختلف دول العالم، لكن ما حدث هذه المرة كان أكثر اتساعًا ووضوحًا، ما استدعى التدخل المباشر من القيادة السياسية لإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي.

ضمان أعلى مستويات النزاهة والشفافية

وأكد شريف سمير ضرورة أن تخضع الانتخابات المقبلة لإشراف قضائي كامل، مع السماح بوجود مراقبين دوليين لضمان أعلى مستويات النزاهة والشفافية، مشيرًا إلى أن غياب الرقابة الصارمة في بعض اللجان ساهم في تفاقم المخالفات.

واختتم بالتأكيد على أن الهيئة الوطنية للانتخابات تتحمل العبء الأكبر في تنظيم العملية وضبطها، وقد قدمت في هذه الدورة مؤشرات إيجابية، لكن المطلوب تعزيز الرقابة والتوعية الانتخابية ورفع وعي الناخبين ببرامج المرشحين لضمان عدم تكرار ما حدث.