عاجل

مخالفة مالية كبرى.. مصدر بالآثار: قطع أشجار "تل كوم الحصن" الأثري بالبحيرة

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

كشف مصدر مسؤول داخل المجلس الأعلى للآثار عن مخالفة مالية كبرى وقعت في أحد التلال الأثرية بمحافظة البحيرة، وكان سبب كشف تلك المخالفة، والتي يمكن أن تندرج تحت بند الاختلاس هو أهالي المنطقة، بل وقاموا بتصويرها، وإرسال تلك الصور والفيديوهات، إلى أحد المسؤولين بالوزارة. 

وقال المصدر، في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، إن الأهالي في منطقة كوم الحصن بقرية الطود، مركز كوم حمادة، بمحافظة البحيرة، سجلوا تقطيع أشجار في حرم التل الأثري بمنطقة كوم الحصن في وضح النهار، وتحميل تلك الأشجار على عربات، وقال الأهالي إن تلك الأشجار يتم بيعها بمبلغ مالي كبير. 

قطع أشجار بالتل الأثري بالبحيرة

وأكد المصدر أن كل ما يقع في محيط التل الأثري هو ملكية عامة لصالح المجلس الأعلى للآثار، والأشجار والأخشاب الموجودة في محيط التل الأثري ملك للمجلس، وعندما يتم تقطيعها، يجب عرضها للبيع بواسطة المزاد العلني تحت إشراف لجنة من الوزارة، وناتج البيع يدخل إلى خزينة المجلس الأعلى للآثار. 

وأشار إلى أن تقطيع الأشجار، وتحميلها في وضح النهار، مخالفة مالية كبرى، وتلك ليست الواقعة الأولى، حيث قال الأهالي إن المسؤول عن تلك المنطقة الأثرية، التي بها العديد من التلال الأثرية، يطلق عليها الأهالي لفظة “الكوم”؛ لذلك لدينا العديد من المناطق في مصر تحمل اسم الكوم، مثل كوم حمادة بالبحيرة، وكوم الشقافة، وكوم الدكة بالإسكندرية، وكوم امبو في صعيد مصر، وغيرها.

وقال الأهالي إن المسؤول عن تلك المنطقة يقوم ببيع تلك الأشجار، حسبما وصف المصدر نقلًا عن الأهالي، وتكرر ذلك الفعل في تل الغاسولة، وهو تل أثري آخر بمحافظة البحيرة، حيث تم تقطيع نخيل التل وبيعه أيضًا. 

وهنا يأتي التساؤل الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي بين أهالي محافظة البحيرة: أين تذهب تلك الأخشاب؟ ولو كان يتم بيعها فلصالح من؟ ونحن ننتظر الجواب. 

كوم الحصن

يقع في الدلتا بمحافظة البحيرة، وتحديدًا في مركز كوم حمادة، وهو موقع مأهول منذ العصر المصري القديم حتى الآن، وبالحفائر عُثر في الموقع على معبد مكرّس للإلهة حتحور وسخمت، ولوحات حجرية أشارت إليها بلقب «سيدة إيمو»، ما يدعم فرضية أن كوم الحصن كان مركزًا إقليميًا معروفا بـ «إيمو» أو «يامو»، وربما مقرًا لإدارة موارد زراعية وحيوانية، وتم الكشف عن مقبرة تُعرف باسم «خصوور»، احتوت على نقوش تركت بصمات واضحة لأدوار الكهنة والموظفين المحليين.

تنوعّت نتائج الحفائر بين بقايا معمارية من الطوب اللبن، وأساسات معابد، ومقابر حجرية، ومنحوتات وكتل أعيد استخدامها من عصور لاحقة، إضافة إلى دليل قوي على نشاط اقتصادي يتعلق بتربية الأبقار ونقلها بين المناطق، وبذا كان كوم الحصن نقطة لوجستية مهمة في شبكة الإمداد الغذائي لدلتا النيل.

تكمن أهمية كوم الحصن في قدرته على سدّ فجوات منهجية في دراسة اقتصاد الدلتا، والتنظيم الإداري المحلي، والتحولات الدينية بين طيبة ومراكز الشمال، ما يجعله موقعًا أساسيًا لفهم أوسع لتطور الحضارة المصرية القديمة.

تم نسخ الرابط