قبل زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية.. متحف أم كلثوم نافذة على زمن الفن الجميل

يلتقي وزير الثقافة دكتور أحمد هنو بنظيرته الفرنسية رشيدة داتي، مساء اليوم، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، وتعزيز التعاون الثقافي والإبداعي، وفي اطار اللقاء سيقومان بجولة في متحف أم كلثوم بالمنيل.
وكان الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إلتقى في شهر ديسمبر الماضي بالسفير الفرنسي إيرك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، وشهد اللقاء مناقشات مثمرة تناولت سبل تعزيز التعاون في مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية، والتي تُعد محورًا رئيسيًا في العلاقات الثنائية.
ويُعتبر متحف أم كلثوم صرحًا فنيًا وثقافيًا شامخًا، يجسد رحلة حياة أسطورة الغناء العربي، السيدة أم كلثوم، التي ولدت في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية عام 1898. بدأ نجمها في الصعود مبكرًا، حيث كانت تصاحب والدها في إنشاده الديني، وسرعان ما لفتت الأنظار بصوتها العذب وقدراتها الفنية الفذة.

وانتقلت أم كلثوم إلى القاهرة في بداية العشرينيات، حيث بدأت مسيرتها الفنية الاحترافية، وتعاونت مع كبار الملحنين والشعراء، مثل أحمد رامي ومحمد القصبجي. تألقت في الغناء والتمثيل، وأصبحت نجمة لامعة في سماء الفن العربي.
ولم يكن صوت أم كلثوم مجرد أداة للتعبير عن المشاعر، بل كان أيضًا صوتًا للوطن والأمة العربية. غنت للحب والوطن، وشاركت في العديد من المناسبات الوطنية والقومية، وأصبحت رمزًا للوحدة العربية.
ويضم المتحف بين جدرانه كنوزًا نادرة تحكي قصة صعود نجمة الشرق، وتكشف عن جوانب مختلفة من شخصيتها وإبداعاتها الفنية التي لا تزال تتردد أصداؤها حتى يومنا هذا.

ويحتوي المتحف على العديد من المقتنيات النادرة الشاهدة على عصر أيقونة الغناء العربي، حيث يوجد عدد كبير من الفاترينات التي تحوي المقتنيات الشخصية والأوسمة والنياشين ونوت موسيقية وأشعار مكتوبة بخط عدد من الشعراء لأهم أغنياتها، بالإضافة إلى الفساتين التي كانت ترتديها في حفلاتها الغنائية.
ويضم المتحف مجموعة كبيرة من الصور النادرة لكوكب الشرق مع الزعماء والشخصيات السياسية، وجهاز جرامافون كبير وعدد من الأسطوانات النادرة لأهم أغانيها.
وأهدى الأرشيف والمكتبة الوطنية الإماراتية المتحف نسخًا من كتاب "أم كلثوم في أبوظبي"، الذي يسرد تفاصيل رحلتها إلى أبوظبي، وما قدمته فيها من إبداعات غنائية، ويوثق استقبال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لها في قصر المنهل.

وولدت أم كلثوم في 31 ديسمبر 1898 بقرية "طماي الزهايرة" التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، وبدأت مسيرتها الفنية عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي، الذي أعدها فنيًا ومعنويًا وشكل لها فرقتها الخاصة.
في عام 1928، أصدرت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية"، الذي حقق لها شهرة كبيرة، وشاركت بصوتها في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932.
التحقت أم كلثوم بالإذاعة المصرية عند إنشائها عام 1934، وهي أول فنانة دخلت الإذاعة، وشاركت في عدة أفلام ثم تفرغت بعدها للغناء فقط، وقدمت العديد من الأغاني الوطنية والعاطفية التي لا تزال خالدة في وجدان الجمهور العربي.