عاجل

كواليس مشادة كلامية بين نائب ومرشح برلماني خلال زيارة كامل الوزير بقنا

صورة ارشفية
صورة ارشفية

في مشهد أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية بمحافظة قنا، تحولت الخلافات التنظيمية داخل حزب مستقبل وطن إلى مواجهة حادة أمام الحضور خلال زيارة وزير النقل الفريق كامل الوزير للمحافظة، بعدما دخل النائب محمد عبد الفتاح آدم، أمين عام الحزب بقنا، في مشادة كلامية مع المرشح المستقل أبو الحسن الجزار، في واقعة وثقتها عدسات المواطنين وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

الواقعة لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت كحلقة جديدة في سلسلة توترات ممتدة بين الطرفين، ما أعاد فتح ملف الصراعات الداخلية داخل الحزب في واحدة من أهم دوائر الجنوب.

كشف شهود عيان تفاصيل الواقعة التي ظهرت في مقطع فيديو متداول على موقع «فيسبوك»، مؤكدين أن المشادة لم تكن مفاجئة، بل جاءت نتيجة تراكمات داخلية بدأت منذ القرار الذي أصدره النائب محمد عبد الفتاح آدم بإعفاء أبو الحسن الجزار من منصبه كأمين لحزب مستقبل وطن بمركز قفط، وتكليفه بدلًا من ذلك برئاسة لجنة الزراعة داخل الحزب.

وبحسب الشهود، فإن هذا القرار كان نقطة تحول في العلاقة بين الطرفين، حيث شعر الجزار بأن نقله من قيادة مركزية إلى لجنة قطاعية يمثل تراجعًا عن الوعود التي تلقاها بتوسيع دوره داخل الحزب، إلى جانب اعتباره القرار تقليصًا لنفوذه داخل هيكل الحزب في قنا.

وأشار الشهود إلى أن الأزمة تعمقت حين وعد النائب الجزار بتعويضه سياسيًا خلال الفترة اللاحقة، ودعمه في الملفات التنظيمية والانتخابية. لكنّ ما حدث لاحقًا —وفق وصفهم— كان على النقيض تمامًا، بعدما منح الحزب دعمه الكامل للمرشح أشرف أبو الفضل عن دائرة قوص، وهو ما اعتبره الجزار إخلالًا بالاتفاق وسببًا مباشرًا في خروجه من عباءة الحزب وخوضه الانتخابات مستقلًا.

ومع انطلاق سباق الانتخابات البرلمانية، اتسعت هوة الخلاف مع تقدم الجزار نحو جولة الإعادة مقابل خروج المرشح المحسوب على الحزب من المنافسة، وهو ما أعاد رسم موازين القوة داخل الدائرة وأحرج بعض القيادات التنظيمية.

وتقول المصادر إن التوتر كان ظاهرًا في الأيام الأخيرة قبل واقعة الفيديو، حيث جرت محاولات للحديث بين الطرفين خلال المرحلة الثانية من الانتخابات، لكنها لم تنجح في رأب الصدع، في ظل شعور كل طرف بأنه تعرض للخذلان من الآخر.

وبحسب روايات متعددة، فقد جاء اللقاء الأخير خلال انتظار وصول وزير النقل بمثابة شرارة جديدة، حيث تبادل الطرفان عبارات انتقاد وتلميحات حادة أمام عدد من السياسيين والمسؤولين المحليين، ليتحول النقاش سريعًا إلى مشادة كلامية اتسعت حدتها وسط محاولات للتهدئة.

وتدخل النائب مصطفى بكري —الذي كان حاضرًا أثناء الزيارة— لاحتواء الموقف وتهدئة الطرفين، بعدما بدأ الحضور يشعر بأن الخلاف قد يتحول إلى إحراج علني أمام الوزير والوفود الرسمية.

وترى دوائر سياسية في قنا أن هذه الواقعة تعكس حجم التوتر الذي تشهده بعض التكوينات التنظيمية داخل حزب مستقبل وطن في المحافظات، خاصة مع اشتداد المنافسة الانتخابية واعتماد الحزب على تحالفات وشخصيات ذات ثقل اجتماعي في الجنوب.

كما يؤكد متابعون للشأن الانتخابي أن قوة المرشح أبو الحسن الجزار بين أبناء دائرته منحته دفعة كبيرة، خصوصًا بعد دخوله جولة الإعادة مستقلًا بعيدًا عن الدعم الحزبي، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على تغير المزاج الانتخابي في بعض مراكز المحافظة.

ويشير آخرون إلى أن ما جرى يعكس أيضًا التحديات التي يواجهها الحزب في إدارة ملف الترشيحات، خاصة مع غضب بعض القيادات الوسيطة من القرارات المفاجئة، وهو ما ظهر جليًا في مشاهد مثل هذه، التي تأتي عادة في لحظات حساسة أمام المسؤولين والزوار الرسميين.

ورغم تدخلات التهدئة، إلا أن مقطع الفيديو المتداول فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول مستقبل العلاقة بين الطرفين، ومدى تأثير هذا الخلاف على الجولة الانتخابية المقبلة، خاصة في ظل احتدام المنافسة داخل دوائر الجنوب، حيث تلعب التحالفات الشخصية والعلاقات العائلية دورًا لا يقل أهمية عن الدعم الحزبي الرسمي.

تم نسخ الرابط