مشاكل الهضم من إمساك وانتفاخ وحموضة هل السبب نقص الألياف؟
تعتبر الألياف هي العنصر الغذائي الأساسي الذي يحافظ على ثبات الأمعاء وسلاسة عملية الأيض، وتتواجد الألياف بكميات كافية في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، لكن الكثير من الناس يتجاهلون أهميتها، وينتهي بهم الأمر بتناول كميات أقل بكثير مما يحتاجه الجسم.
ارتفاع نسبة البروتين، وإختفاء الألياف
يحتاج الجسم إلى التوازن، فالبروتين يساعد على البناء والإصلاح، بينما الألياف تحافظ على سلاسة حركة الأمعاء، فبدون كمية كافية من الألياف، حتى أنظف الأنظمة الغذائية وأكثرها غنىً بالبروتين قد تثقل الجسم وتسبب له إرهاقا.
وتكون زيادة البروتين مصحوبة بزيادة كبيرة في استهلاك الأطعمة المصنعة والحبوب المكررة والأطعمة الجاهزة، كما أن انخفاض استهلاك الألياف، يجعل أنماطنا الغذائية غير متوازنة للغاية، إذ يحتاج الجسم إلى 25-30 جراما من الألياف يوميا لدعم ميكروبيوم صحي وهضم مستقر.
ما تفعله الألياف بالفعل لأمعائك؟
إلى جانب الوقاية من الإمساك، تلعب الألياف دورا هاما في تغذية ميكروبيوم الأمعاء، إذ أن اتباع نظام غذائي منخفض الألياف وغني بالبروتين وخاصة النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات المكررة قد يسبب أعراضا تشبه أعراض متلازمة القولون العصبي ومشاكل أيضية، وتشير إلى اللوز كإضافة يومية قيمة، إذ يوفر البروتين والألياف الغذائية الغنية، إلى جانب فيتامين هـ والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة والمعادن.
يمكن دمج اللوز في النظام الغذائي لزيادة استهلاك الألياف دون أعراض معوية، حيث هناك أبحاث تربط بين تناول اللوز وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وزيادة مستويات الزبدات، وهو مؤشر على وظيفة ميكروبيوم الأمعاء الإيجابية.
كما أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل أو تخطي الوجبات يبطئ عملية الهضم، وتعد الألياف أكثر فعالية مع وجبات منتظمة وشرب كميات كافية من الماء، إذ يساعد الماء على تليين الألياف وتسهيل حركة الأمعاء.
طرق سهلة لاستعادة التوازن
يمكن لتعديلات بسيطة أن تغير معادلة الهضم بأكملها: إضافة خضراوات إلى الغداء، أو الإكثار من تناول العدس، أو اختيار فاكهة بدلا من الوجبات الخفيفة الجاهزة، أو رش بذور الشيا على اللبن، أو بدء اليوم بالشوفان مع حفنة من اللوز، وهذه التغييرات لا تقلل من البروتين؛ بل توفر مساحة للألياف اللازمة لدعمه.
الحل لمعظم مشاكل الأمعاء اليومية لا يكمن في الحميات الغذائية المعقدة أو المكملات الغذائية باهظة الثمن، بل يكمن في استعادة التوازن الغذائي من خلال إعطاء الأولوية للحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والمكسرات والترطيب المنتظم.
عندما تعود الألياف إلى الجسم، يصبح الهضم أكثر سلاسة، وتتحسن الطاقة، وتعمل الأمعاء بالطريقة التي يفترض أن تعمل بها: هادئة، مستقرة، ومرنة.
