أزمات داخلية في حزب الجبهة.. استقالات متتالية وفصل مرشحه بانتخابات النواب
تشهد أروقة حزب الجبهة الوطنية حالة من الارتباك الداخلي خلال الفترة الأخيرة، بعد سلسلة من الاستقالات بدأت في شهر أكتوبر الماضي وصولاً إلى قرار فصل محمد عوض المرشح لمجلس النواب عن دائرة أرمنت بالأقصر من عضوية وكافة تشكيلات الحزب.
وزاد قرار الدكتور عاصم الجزار رئيس حزب الجبهة الوطنية اليوم بفصل مرشحه في الأقصر من حدة الأزمة، حيث اعتبره البعض مؤشرًا على تصاعد الخلافات التنظيمية داخل الحزب.
استقالات جماعية في سوهاج
في أكتوبر الماضي، تحولت أروقة حزب الجبهة الوطنية بمحافظة سوهاج إلى ساحة نقاشات محتدمة بعد أن تقدّم عدد من قيادات الحزب باستقالاتهم الجماعية، وعلى رأسهم اللواء صلاح شوقي عقيل، أمين الحزب بالمحافظة، والمهندس نشأت محمد إسماعيل حسين، أمين التواصل الجماهيري، والدكتورة هبة محمد فهمي العطار، أمينة المرأة، بالإضافة إلى أكثر من عشرة أمناء من مختلف الأمانات الفرعية.
وأكدت آنذاك مصادر داخل الحزب في سوهاج، أن الخلافات تصاعدت منذ إعلان الأسماء النهائية للمرشحين في انتخابات مجلس النواب، حيث شعر عدد من القيادات بأن التمثيل النيابي للمحافظة جاء أقل بكثير من حجم “الجبهة الوطنية” وتنظيمه هناك.
رد الجبهة الوطنية على الاستقالات الجماعية
بعد ساعات قليلة من الاستقالات الجماعية، عقد الدكتور عاصم الجزار اجتماعًا عاجلًا مع عدد من القيادات، مؤكدًا أن ما حدث لا يعبّر عن أزمة داخلية بقدر ما هو "اختلاف طبيعي في وجهات النظر".
وأوضح رئيس حزب الجبهة الوطنية أن عملية اختيار المرشحين خضعت لمعايير دقيقة، راعت الكفاءة والشعبية والتوزيع الجغرافي، مشيرًا إلى أن المشكلة الحقيقية لم تكن في نقص الكوادر، بل في زيادتها عن المقاعد المتاحة.
وأضاف: “لدينا عدد كبير من القيادات المتميزة، وكان من المستحيل تمثيل الجميع في الانتخابات، نحن نؤمن بأن كل قيادات الحزب نواب في مواقعهم، يشاركون في التشريع والرقابة والفكر السياسي من خلال اللجان النوعية والتنظيمية، ولا نسعى للأغلبية البرلمانية في الوقت الحالي، بل تسعى لترسيخ منهج المشاركة والعمل الجماعي”.
وأيد الأمين العام للحزب السيد القصير الرأي ذاته، وأكد أن الاستقالات لا تتجاوز كونها "حالات فردية" وأن بعض المستقيلين لم يصدر لهم قرارات تعيين رسمية، مضيفًا أن الحزب يملك البدائل في كل المواقع.
وتابع: "من انضم من أجل مقعد أو كرسي عليه أن يراجع نفسه.. نحن لم نعد أحدًا بموقع عند تأسيس الحزب، لأننا نؤمن بالعمل الجماعي وليس بالمناصب. الحزب يتسع للجميع، لكن من يبحث عن مصلحة شخصية فلن يجد مكانه بيننا".
استقالات في الجيزة
في نوفمبر الماضي، أصدر اللواء محمد كمال الدالي، بيانًا يوم 19 نوفمبر الماضي، وجّه فيه رسالة شكر وتقدير لأهالي الدائرة، وقال إن الثقة التي وضعها الأهالي في شخصه تمثّل «وسامًا على الصدر ودينًا في الرقبة»، مؤكدًا أن محبة المواطنين تظل المكسب الحقيقي الذي يفوق أي منصب.
وأوضح “الدالي”، أنه اتخذ قرار الانسحاب بعد وقفة مع النفس، معتبرًا أن «الحكمة اقتضت الاعتذار والتوقف»، رغم إدراكه بأن القرار قد يثير دهشة البعض.
وأشار الدالي، إلى أن قراره جاء من منطلق تقديم المصلحة العامة والقيم السياسية قبل الطموح الفردي، مؤكّدًا أنه التزم النزاهة والضوابط القانونية طوال مساره الانتخابي، ولم يبتغِ يومًا جاهًا أو مالًا، وإنما كانت خدمته للناس هي الدافع الأول والأخير.
وأكد الدالي أن العلاقة بينه وبين أبناء الجيزة ليست علاقة ظرف انتخابي، بل ارتباط يمتد بالجذور ويُبنى على الثقة، مشددًا: “سأبقى بينكم ومعكم ومنكم.. لا يحدّني موقع ولا تفصلني نتيجة». واختتم بيانه بتوجيه خالص شكره واعتذاره لأهالي الجيزة، مؤكدًا تقديره واحترامه لكل من دعمه ووقف إلى جانبه طوال الفترة الماضية”.
وبعد أقل من ساعة على استقالة كمال الدالي، أعلن الدكتور عمرو بسطويسي، أستاذ جراحة القلب والصدر بطب قصر العيني جامعة القاهرة، عن استقالته من منصبه كأمين لجنة الصحة في حزب الجبهة الوطنية في محافظة الجيزة.
استقالة وفصل في يومين
في ديسمبر الحالي، تقدّم النائب إيهاب شكري عويس، أمين حزب الجبهة الوطنية بمركز العياط بمحافظة الجيزة، يوم ٦ ديسمبر، باستقالته رسميًا من أمانة وعضوية الحزب، وأكد في نص استقالته طلبه من الأمين العام للحزب بالمحافظة قبول استقالته، موجّهًا خالص التحية والتقدير لقيادات الحزب.
واليوم، أصدر الدكتور عاصم الجزار بفصل محمد عوض المرشح لمجلس النواب عن دائرة أرمنت بالأقصر من عضوية وكافة تشكيلات الحزب بسبب عدم التزامه الحزبي وخروجه عن قيم ومبادئ الحزب، عبر تنازله عن الترشح قبل انطلاق جولة الإعادة في الانتخابات، وذلك دون موافقة قيادات الحزب.
