عاجل

الحبتور: تخصيص نسبة من إيرادات الضرائب بكل دولة لصندوق مستقل للقضاء على الفقر

الحبتور
الحبتور

علّق رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور على انتشار الفقر في عدد من دول العالم، متسائلًا كيف يمكن للعالم أن يقبل بوجود أكثر من مليار إنسان يعيشون تحت خط الفقر في القرن الحادي والعشرين، واقترح الحبتور إنشاء صندوق عالمي مخصص لدعم الفقراء والمساهمة في القضاء على الفقر بشكل شامل.

 

 

وقال الحبتور في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": كيف يمكن للعالم أن يقبل استمرار معاناة أكثر من مليار إنسان تحت خط الفقر في القرن الحادي والعشرين، مؤكدًا أن موت الأطفال جوعًا وحرمان العائلات من الماء النظيف والتعليم والعلاج يمثل أزمة أخلاقية قبل أن تكون اقتصادية.

وأوضح أنه طرح قبل سنوات مقترحًا واضحًا للقضاء على الفقر عالميًا، قائمًا على فكرة ضريبة فقر عالمية، تقوم على تخصيص نسبة صغيرة من إيرادات الضرائب في كل دولة لصندوق مستقل يُدار بضمير وشفافية، بهدف توفير الغذاء والماء والتعليم والرعاية الصحية لمئات الملايين.

وأكد أن الفكرة عملية وليست حالمة، مشيرًا إلى أن التزام الحكومات بنسبة 2.5٪ فقط من إيرادات الضرائب يمكن أن ينهي الفقر المدقع خلال سنوات قليلة، واعتبر أن هذا الإجراء ليس صدقة، بل استثمار في الاستقرار العالمي وتقليل الهجرة غير الشرعية والجريمة والفوضى، إضافة إلى خلق أسواق جديدة تُسهم في إنقاذ الاقتصاد العالمي.

وشدد على أن الأديان والقيم الإنسانية كافة تدعو إلى مساعدة الفقراء، متسائلًا كيف تُقبل زيادة ثروات البعض بشكل غير مسبوق بينما يفقد آخرون حياتهم بحثًا عن الغذاء أو الدواء.

 وأضاف أن انتشار الفقر في عدد من الدول وتحولها إلى بؤر للجوع والأوبئة ليس قدرًا محتومًا، بل نتيجة غياب الإدارة والرؤية العالمية الموحدة.

وأشار إلى أنه كلّف مركز الحبتور للأبحاث بتحديث هذا المقترح ونشره بصيغة جديدة تتناسب مع تحديات العصر، كما اقترح تشكيل لجنة عالمية مستقلة يكون مقرها في أوروبا أو في دولة عربية، تضم شخصيات معروفة بالنزاهة، معلنًا استعداده للتبرع بمئة مليون دولار لبدء تنفيذ المبادرة في حال وجود تعاون دولي جاد.

وختم برسالة مفادها أن تخصيص نسبة صغيرة لدعم الفقراء وإنقاذ الأرواح هو مسؤولية إنسانية وأخلاقية وسياسية تقع على عاتق قادة العالم، مؤكدًا أن التاريخ لن يرحم من يملك القدرة ولا يملك الإرادة.

 

 

وفي وقت سابق علّق رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور على تصريحات إيلون ماسك الأخيرة التي قال فيها إن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الفقر وسيجعل العمل "اختياريًا"، متسائلًا كيف يمكن للتقنية تحقيق ذلك في عالم يعتمد فيه معظم الناس على العمل للعيش بكرامة.

 

وقال خلف الحبتور في منشور له عبر حسابه على منصة "الفيس بوك ": تابعتُ حديث إيلون ماسك الأخير عن مستقبل العالم مع الذكاء الاصطناعي، حين قال إن هذه التقنية ستقضي على الفقر وستجعل العمل “اختياريًا”، ورغم أن الكلام يبدو جميلًا في ظاهره، إلا أنه يحتاج إلى تفسير واقعي.

فقد حذّرتُ سابقًا ولا أزال  من احتمال أن يتسبب الذكاء الاصطناعي خلال سنوات قليلة في خسارة أكثر من مليار ونصف المليار وظيفة حول العالم. وهنا يبرز السؤال: كيف يمكن للتقنية أن تقضي على الفقر بينما تُفقد ملايين الأسر مصدر رزقها؟ وكيف يصبح العمل رفاهية في عالم يعتمد فيه معظم الناس على العمل للعيش بكرامة؟

 

يا ليت السيد ماسك يوضح لنا هذه المعادلة المعقّدة، وكيف يراها ممكنة في ظل اتساع الفجوة بين ما تقدمه التكنولوجيا وما تتركه من تحديات.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن للعلم وجهًا آخر مشرقًا ومذهلًا، فالعلاج الذي تلقّاه الطفل "KJ" في مستشفى Children’s Hospital of Philadelphia عبر تصحيح الحمض النووي وإنقاذه من مرض وراثي قاتل، يُعد من أعظم الإنجازات الطبية التي وصلت إليها البشرية.

هذا النوع من العلم، حين يُسخّر لخدمة الإنسان، يصبح رحمة من الله ونعمة تستحق الشكر؛ يمنح حياة جديدة، وأملًا متجددًا، ويذكّرنا بأن للعلم خيرًا لا يقل عن مخاطره.

 

وهنا تكمن المفارقة الكبرى: العلم قادر على إنقاذ طفل واحد من موت محتم، وقادر في الوقت نفسه على تغيير حياة مليارات البشر  إيجابًا أو سلبًا  وفق الطريقة التي نختار استخدامها.

لذلك أؤكد أن العلم نعمة عظيمة، لكن الحكمة تكمن فيمن يقوده وفي القرارات التي تُوجّه مساره. ويبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لمستقبل يُدار بالذكاء الاصطناعي؟ وهل ستكون هذه التكنولوجيا في خدمة الإنسان أم بديلة عنه؟

أسأل الله أن يظل العلم في صف الخير، وأن يُلهم العالم تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان، لا لإقصائه.

 

 

تم نسخ الرابط