أستاذ طب بيطري يكشف خطة الدولة للقضاء على مرض السعار بحلول 2030
قال الدكتور عبد السلام عاطف أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة، إن مرض السعار يُعد مرضًا مستوطنًا في مصر منذ عشرات السنين، موضحًا أن كلمة endemic تعني أن الفيروس موجود ومتكرر الحدوث عبر الزمن، وهو ما تسبب في مشكلات صحية خطيرة، رغم وجود استراتيجية وطنية واضحة تعمل الدولة على تنفيذها للقضاء عليه.
وأوضح أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن خطورة المرض تكمن في وجود "الخزّان" أو reservoir الذي يحتضن الفيروس، وهو في مصر الكلاب الضالة تحديدًا، مشيرًا إلى أن فيروس السعار المعروف عالميًا باسم Rabies وله مسميات أخرى مثل Hydrophobia أو Lyssa virus، ينتقل إلى البشر غالبًا عبر عضة كلب ضال، حيث تشير تقديرات وزارة الصحة إلى أن 90% من الإصابات البشرية تأتي من هذا المصدر.
وأضاف: "نحن نتحدث عن أكثر من نصف مليون حالة عقر سنويًا يتم تسجيلها رسميًا". فقد ارتفع الرقم من 335 ألف حالة عام 2016 إلى 574 ألف حالة عام 2019، ووصل حاليًا إلى ما يفوق 500 ألف حالة سنويًا مع تزايد مستمر. أما الوفيات، فتتراوح بين 50 إلى 60 وفاة سنويًا، كما تتحمل الدولة عبئًا ماليًا ضخمًا، إذ تنفق أكثر من 1.2 مليار جنيه سنويًا لتوفير الأمصال واللقاحات للمواطنين.
وأكد الدكتور عبد السلام أن مصر وضعت استراتيجية قومية للقضاء على السعار بحلول عام 2030، تشمل تحصين الحيوانات، حيث تعمل الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالتعاون مع القطاع الخاص على تنفيذ حملات واسعة تستهدف تحصين مليوني كلب وقطة بحلول عام 2025.
كما تعمل وزارة الصحة على تطوير مراكز العقر، وترقيمها إلكترونيًا لضمان وصول اللقاح لمستحقيه. وفي سبتمبر 2025 شُكّلت لجنة قومية لتفعيل القانون رقم 29 لسنة 2023 المتعلق بالتعامل مع الحيوانات الضالة والخطرة.
وأشار عاطف إلى أن خطورة المرض لا تتوقف عند الإنسان فقط، بل يمكن أن ينتقل إلى الأبقار والأغنام ويصل إلى المجازر أثناء فترة الحضانة، وهو ما يستوجب تطبيق القواعد الصارمة المنصوص عليها في القرار 517 لسنة 1986.
وتشمل هذه القواعد:
الإعدام الكلي للحيوان الذي تظهر عليه أعراض واضحة.
الإعدام الكلي للحيوان الذي يُذبح خلال فترة الحضانة الخطرة (3 أيام–6 أشهر من تاريخ العضة).
السماح بالمرور المشروط للحوم فقط في الحالات الآمنة مع التخلص من الأنسجة عالية الخطورة مثل:
المخ
الحبل الشوكي
الغدد اللعابية
الضرع
وأكد أن حماية العاملين في المجازر أمر بالغ الأهمية، إذ يُعد فيروس السعار من الأخطار المهنية المباشرة، مشددًا على ضرورة الالتزام بمعدات الوقاية الشخصية من قفازات، ومعاطف واقية، وكمامات.
وأشار الدكتور عبد السلام إلى أن تناول اللحوم المطهية جيدًا آمن تمامًا، بشرط وصول درجة الحرارة الداخلية إلى 75 درجة مئوية، ما يضمن القضاء على أي فيروسات محتملة.
وفي ختام حديثه، قال: "نسعى لحماية المواطنين والعاملين، ومع تطبيق الاستراتيجية القومية والتزام الجميع بإجراءات الوقاية، نتمكن بإذن الله من السيطرة على المرض وحماية المجتمع".
وتابع: يجب تطبيق قانون التعامل مع الحيوانات الخطرة رقم 29 لسنة 2023، والقرارات السابقة المتعلقة بإعدام الحيوانات المصابة أو التي تدخل في فترة الخطر، لضمان سلامة المجازر والمواطنين، مؤكداً أن اللحوم آمنة تمامًا إذا تم طهيها بدرجة حرارة مناسبة تصل إلى 75 درجة مئوية، مع الالتزام الكامل بمعدات الحماية الشخصية للعاملين بالمجازر مثل القفازات والملابس الواقية، وخاصة وأن الإجراءات الحالية تهدف لحماية المواطنين والعاملين، داعيًا الجميع للالتزام بالإرشادات الصحية، متمنيًا السلامة للجميع.