خبير سياسي يوضح دلالات توقيت تسريب حديث الأسد عن الغوطة| خاص
قال الدكتور محمد اليمني، الباحث والمحلل السياسي، إن سخرية الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، من منطقة الغوطة في التسريبات الأخيرة تمثل رسالة إذلال متعمدة للبيئة المعارضة.
خبير سياسي يوضح أسباب سخرية بشار الأسد من الغوطة في التسريبات الأخيرة
وأضاف اليمني في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم"، أن السخرية من الغوطة ليست مجرد سلوك شخصي أو لحظة عابرة، بل إشارة سياسية مقصودة لتذكير المجتمع السوري، لا سيما البيئات الثائرة، بأن النظام لا يزال الطرف الأقوى، وأن المناطق التي ثارت عليه تم سحقها، وهو قادر على الحديث عنها بازدراء دون أي محاسبة.
وأوضح: "هذا الخطاب يهدف إلى تثبيت معادلة الخوف وتعزيز اليأس السياسي لدى من تبقى من المعارضين".

وأشار الباحث إلى أن إعادة الحديث عن "انتصار الغوطة" بسخرية في تسجيلات خاصة تستخدم كرمز دائم لقوة النظام، كأن الأسد يقول: "هنا كسرنا العمود الفقري للثورة"، مؤكدًا أن الفيديو موجه للنخبة المحيطة به، حيث يظهر الأسد في سياق حديث داخلي يرفع من مكانته ويؤكد سيطرته على المشهد.
سر توقيت تسريب الفيديوهات
وعن توقيت التسريب، أفاد اليمني بأنه ليس عشوائيًا، ويرتبط بـ3 احتمالات سياسية وأمنية:
- رسالة مرتبطة بالغوطة الشرقية: التسريب يأتي بعد تقارير عن عودة التوتر الأمني في محيط دمشق، لتذكير الجميع بأن الغوطة تم حسمها بالكامل ولن يسمح بإحياء أي نشاط سياسي أو عسكري.
- صراع داخلي داخل النظام: الفيديو قد يكون جزءًا من مناورة بين جناح أمني–عسكري مقرب من إيران وآخر يفضل توطيد العلاقة مع روسيا، بهدف التأثير على صورة الأسد داخل الدوائر الضيقة.
- تحولات إقليمية ودولية: التسريب يتزامن مع تغييرات في الدور الروسي، محاولات عربية محدودة لإعادة دمج الأسد، وضغوط اقتصادية داخل سوريا، كاختبار للرأي العام المحلي والدولي.

المغزى الحقيقي للتسريب
وأشار اليمني إلى أن الرسائل المضمرة للتسريب تتمثل في:
- تعزيز سردية "المنتصر الذي لا يحاسب"، وإظهار الأسد كقائد يتحكم بسوريا دون أي تبعات.
- تثبيت حالة الإذلال السياسي لدى المجتمعات المنكوبة.
- تحريك الرأي العام الداخلي للحاضنة المؤيدة للنظام، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
- تأكيد دور الجيش والأجهزة الأمنية، وتضخيم صورة الوحدات المشاركة في معارك الغوطة لخلق ولاء مستمر للقيادة.

واختتم الدكتور محمد اليمني، حديثه بقوله إن هذه الخطابات جزء من استراتيجية الأنظمة الشمولية لتقديم القائد على أنه الشخص الذي لا يخشى انتقاد المجتمع أو المجتمع الدولي، وتظل مؤشرات التسريبات أداة لتثبيت نفوذ النظام داخليًا وخارجيًا.



