رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس ينتقد زيارة ألف قسّ لإسرائيل
وجه الدكتور جاك سارة ، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس وأحد قادة الكنيسة في الأراضي المقدسة، رسالة نقدية حادة إلى نحو ألف قس، أغلبهم من الولايات المتحدة، زاروا إسرائيل في جولة واسعة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.
وأضاف “سارة” بإن الوفد جاء معلنًا "التضامن والبركة"، والتقط الصور في المواقع الدينية، لكنه تجاهل ما وصفه بـ "جسد المسيح الحي المتألم في هذه الأرض"، في إشارة إلى المسيحيين الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفًا صعبة في ظل الصراع المستمر.
"مشيتُم حيث مشى المسيح… لكنكم رفضتم السير مع أتباعه اليوم"
انتقد “سارة ”تجاهل الوفد لمعاناة السكان المحليين، مشيرًا إلى أنهم "صلّوا عند الحجارة، وتجاهلوا البشر"، وأنهم قدّموا البركة لدولة بينما غضّوا الطرف عن من يتعرضون للتهجير أو القصف أو التهميش.
وفي رسالته، طرح القس الفلسطيني عشرة أسئلة استنكارية قال إنها موجّهة لكل من شارك في الزيارة.
أبرز الأسئلة التي طرحها د. سرا على القساوسة:
1. تجاهل المسيحيين المحليين
"ألا تشعرون بالخجل من زيارة مهد المسيحية دون لقاء المسيحيين الذين لا يزالون يحملون اسم المسيح هنا؟"
2. الحديث عن البركة دون العدالة
تساءل: "كيف تتحدثون عن بركة إسرائيل وتتجاهلون وصية الكتاب المقدس بإقامة العدل؟ وكيف لا تنطقون ببركة لفلسطين أيضًا؟"
3. الصمت أمام الحداد والألم
انتقد وقوفهم في موقع العظة على الجبل بينما يلتزمون الصمت تجاه "من ينوحون اليوم".
4. تناقض مع مَثل السامري الصالح
هاجم "مرورهم بجوار الجرحى في الطريق… بينما يعلّمون عن السامري الصالح".
5. الاحتفاء بالحجارة القديمة وتجاهل "الحجارة الحية"
قال سرا إن الوفد احتفى بالآثار القديمة، متسائلًا: "ألا تخجلون من تجاهل الحجارة الحية التي تُمحى مجتمعاتها؟"
6. إنجيل المصالحة أم انحياز سياسي؟
وتابع: "كيف تعلنون إنجيل المصالحة بينما تتشبثون بروايات سياسية من طرف واحد؟"
7. الأطفال الفلسطينيون
أشار إلى أن "عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين قُتلوا أو صُدموا"، وقال: "ألا يحرككم بكاء الأطفال الذين أحبهم المسيح؟"
8. محبة الجار
سأل: "كيف تبشرون بمحبة القريب… وتتجاهلون جيرانكم الفلسطينيين؟"
9. الحرية الدينية
اعتبر أن القساوسة يدافعون عن الحرية الدينية في الولايات المتحدة، بينما "يتجاهلون تراجع الحريات لدى المسيحيين الفلسطينيين".
10. تجاهل كنيسة عمرها ألفا عام
قال “سارة ” إن الوفد استمع إلى السياسيين فقط، "ولم يُصغِ إلى الكنيسة التي حملت الإنجيل في هذه الأرض لألفي عام".
رسالة نبوية وتحذير من زيارة "مسيّسة"
اعتبر"سارة" أن الزيارة بدت أقرب إلى "حجّ نحو القوة السياسية"، وليس نحو ملكوت الله، مؤكدًا أن الأنبياء وقفوا في وجه الظلم، وأن المسيح بكى على أورشليم، وأن الكنيسة الأولى دعمت المضطهدين، بينما "يقف كثير من قساوسة اليوم مع الأقوياء وأصحاب النفوذ".
وأشار"سارة" إلى أن الأرض "تئن" بسبب الدماء والتهجير والخوف والفقدان، في وقت "تتقلص فيه الكنائس وتتفكك العائلات وتختفي المجتمعات"، بينما "جاء القساوسة… لكنهم لم يروا".
دعوة إلى التوبة وتصحيح المسار
اختتم الدكتور القس جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس، رسالته بدعوة إلى التوبة الجماعية، قائلاً إنها تشمل:
التوبة من التعاطف الانتقائي، التوبة من تفضيل الراحة السياسية على طريق الصليب، التوبة من تجاهل معاناة الإخوة في المسيح،التوبة من استخدام الكتاب المقدس لتبرير الصمت أو التواطؤ.
واستشهد بقول النبي عاموس: "ليجرِ الحق كالمياه، والبر كنهر دائم."، وأكد أن باب التوبة لا يزال مفتوحًا، وأن شهادة الأرض المقدسة لا تزال تنطق، والروح يدعو، والمسيح يبكي على أورشليم.