حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من صيام رمضان.. دار الإفتاء توضح

تُعتبر مسألة قضاء المرأة لما أفطرته في رمضان من الأسئلة الشائعة التي تثير اهتمام العديد من المسلمين، خاصة فيما يتعلق بالاستئذان من الزوج قبل أداء هذا الواجب. وقد أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان من الضروري أن تستأذن المرأة زوجها قبل قضاء الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض أو المرض، وهل هذا يتوافق مع الشريعة الإسلامية أم لا.
رأي دار الإفتاء :
وقد أوضحت دار الإفتاء أن المرأة لا تحتاج إلى استئذان زوجها في قضاء الأيام التي أفطرتها من صيام رمضان. وقالت الدار إن الفقه الإسلامي لا يشترط أخذ إذن من الزوج في قضاء الصيام. فإعطاء المرأة حق القضاء يعود إليها مباشرة بعد أن تنتهي من العذر الشرعي الذي منعها من الصيام، سواء كان ذلك بسبب الحيض أو النفاس أو المرض.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الصيام فرض على المسلم ويجب عليه قضاؤه في أي وقت بعد رمضان طالما انتهى العذر، لكن ذلك يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن. وأضافت أن هذا القضاء يظل فرضًا عليها حتى لو كان تأخيره يسبب مشكلات زوجية، مشددة على أن قضاء الأيام الفائتة من رمضان أمر شرعي لا يحتاج إلى إذن من الزوج.
آراء فقهية حول الموضوع:
1. رأي الفقهاء:
أكدت غالبية الفقهاء أن استئذان الزوج ليس من شروط قضاء المرأة صيام رمضان، وذلك بناءً على فهمهم للأدلة الشرعية التي تدل على أن الصيام والعبادة في الإسلام هما مسئولية فردية، ولا يجوز للزوج التدخل في فرض القضاء.
2. رأي المالكية والشافعية:
المالكية والشافعية يوافقون على أن المرأة يمكنها قضاء صيامها في أي وقت بعد رمضان، سواء كانت هذه الأيام بسبب عذر شرعي أو بدون. أما بالنسبة للاستئذان من الزوج، فلا يوجد في شريعتهم ما يوجب عليها ذلك.
3. رأي الحنفية:
الحنفية أيضًا يوافقون على أن المرأة لا يجب عليها استئذان زوجها قبل قضاء الأيام التي أفطرتها. وطبقًا للرأي الحنفي، يتم قضاء الصيام بدون الحاجة لإذن من الزوج.
من جانب آخر، نصح العلماء المرأة بأن تكون حريصة على قضاء ما أفطرته من صيام رمضان في أقرب وقت بعد انتهاء العذر الشرعي. كما نصحت دار الإفتاء النساء بأن يتعاون الزوجان في الأمور الشرعية والعبادات لتحقيق التوازن الأسري، مؤكدة أن هذا التعاون يعزز الروابط بين الزوجين ويسهم في استقرار الحياة الزوجية.
وبناءا على ذلك:
الاستئذان من الزوج ليس شرطًا لقضاء المرأة ما أفطرته من رمضان. ويحق للمرأة أن تقضي صيامها في الوقت الذي يناسبها بعد انتهاء العذر الشرعي