رانيا علوان: إهمال جسيم في الإسعاف الطبي لوفاة الطفل السباح يوسف محمد
علقت الدكتورة رانيا علوان، السباحة المصرية وعضو اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية الدولية سابقًا، على وفاة الطفل السباح يوسف محمد، معتبرة أن ما حدث يعد إهمالًا شديدًا لا يمكن التغافل عنه.
وأكدت خلال مداخلتها في برنامج "الصورة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "النهار" أن مصر يجب أن تفخر بمستوى الطب لديها، لكن ما وقع يعكس قصورًا في التعامل الطبي داخل الملاعب، خصوصًا في ضرورة وجود إسعاف فوري وعودة القلب للعمل داخل أرض الملعب قبل نقل المصاب.
وأوضحت الدكتورة رانيا أن سيارة الإسعاف يجب أن تكون مجهزة بأطقم طبية مدربة على أعلى مستوى، مشددة على أن الدور الأساسي للمسعف ليس مجرد حمل اللاعب إلى سيارة الإسعاف، بل يجب أن يكون قادرًا على إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) بشكل محترف وفوري داخل الملعب، وهذا ما لم يحدث للأسف في حادثة وفاة يوسف.
أخطاء متكررة وغياب الاحترافية في التعامل الطبي مع الرياضيين
وأشارت علوان إلى أن هذه الأخطاء المتكررة في التعامل مع الإصابات داخل الملاعب تم التحدث عنها مرارًا وتكرارًا دون أن يتم تصحيحها بشكل حقيقي، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الرياضيين.
وأكدت أن بطولة أو فعالية رياضية لا يمكن أن تستمر بدون وجود طواقم طبية مؤهلة قادرة على التعامل مع الطوارئ الطبية بشكل فوري وفعّال، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بلاعب صغير في عمر 12 عامًا.
واستنكرت إهمال الاتحاد المصري للسباحة في اختيار أطباء ومسعفين على أعلى مستوى، مشددة على أن المسؤولية تبدأ من منظمي البطولة الذين يجب أن يتحملوا دورًا أكبر في توفير فرق إسعاف طبية مجهزة ومدربة.
وأضافت: "العناية الطبية لا تقتصر فقط على اللاعبين، بل تشمل الجمهور أيضًا، حيث يجب توفير أطقم مجهزة للتعامل مع أي حالة طبية طارئة في الملاعب".
ضرورة تحديث منظومة الإسعاف الطبي داخل الملاعب الرياضية
وشددت الدكتورة رانيا علوان على أهمية أن يكون هناك تدريب مستمر ورفع كفاءة الفرق الطبية التي تتعامل مع الحوادث داخل الملاعب، معتبرة أن ما حدث مع الطفل يوسف هو نتيجة إهمال جسيم وغياب منظومة إسعاف متكاملة.
وأكدت على ضرورة الالتزام بالبروتوكولات العالمية في الإسعاف الطبي للرياضيين، لا سيما في الحالات الحرجة التي تتطلب إعادة نبض القلب وبدء الإنعاش الفوري في الملعب قبل النقل.
وختمت حديثها بتوجيه نداء عاجل للاتحاد المصري للسباحة والجهات المنظمة للفعاليات الرياضية بضرورة إعادة النظر في آليات التعامل الطبي داخل الملاعب، حفاظًا على أرواح اللاعبين وصحتهم، خاصة أن الرياضة يجب أن تكون رسالة حياة وصحة وليس مصدرًا للخطر والإهمال.
