آية عبد الرحمن: من الكُتّاب خرجت الأصوات التي هزّت وجدان العالم
أكدت الإعلامية آية عبد الرحمن أن الحديث عن التلاوة والقراء في مصر لا يمكن فصله عن الكتاتيب، التي وصفتها بأنها "النبع الصافي" الذي خرج منه العظماء الذين أسسوا ما يعرف اليوم بـ دولة التلاوة المصرية.
وقالت "عبد الرحمن"، خلال حلقة جديدة من برنامج «دولة التلاوة»، إن الكُتّاب كان الحضن الأول للعلم والدين، والأرض التي زُرعت فيها بذور الحلم، فأثمرت رموزًا مصرية خالدة، مثل أم كلثوم التي خرجت من الكُتّاب، وطه حسين الذي أصبح “نخلًا عاليًا لامس السماء”، وغيرهما الكثير من المبدعين الذين أثبتوا أن الكتاب كان مؤسسة تربوية وثقافية لا تُقدّر بثمن.
“سيدنا العريف المؤدب”
وأوضحت أن أساس الكُتّاب كان “سيدنا العريف المؤدب”، وهو رجل بسيط لكنه عالم كبير، غرس في الأطفال أسس الفهم والمعرفة، وعلّمهم من الحروف الأولى وحتى قواعد النحو، ومن فقه الدين حتى حكمة الحياة.
وأضافت أن الكتاتيب لم تكن مجرد أماكن لحفظ القرآن، بل كانت مدارس للوعي، حيث كان الأطفال يقفون خلف الشيخ مثل سرب حمام يرددون آيات القرآن الكريم بإتقان، ليخرج من هذا الحضن المقدس أصوات صنعت تاريخًا عابرًا للحدود، مثل الشيخ محمد رفعت الذي طمأن بصوته الروح والقلوب، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي جاب العالم بصوته الملائكي.
الكتاتيب كانت كلمة السر
وشددت "عبد الرحمن" على أن الكتاتيب كانت كلمة السر التي حافظت على الهوية المصرية، وربّت أجيالًا متعاقبة على الإيمان واللغة والانتماء، مؤكدة أن ما نشهده اليوم من ريادة مصر في التلاوة ليس وليد صدفة بل نتاج إرث ثقافي وتربوي أصيل.
وفي سياق أخر، قدمت الإعلامية آية عبد الرحمن حلقة خاصة من برنامجها "دولة التلاوة" المذاع عبر قناة الحياة، تحدثت فيها عن قرى مصرية ما زالت تحمل القرآن في قلوب أهلها وذاكرتهم، جيلًا بعد جيل، حتى أصبحت تُعرف بـ "قرى القرآن الكريم".
أماكن تحفظ الروح قبل الحروف
وقالت "عبد الرحمن" إن هذه القرى الممتدة بين أويش الحجر وعرب الرمل ونزلة الخيال والمطاعنة ليست مجرد تجمعات سكانية، بل مدارس إيمان وثقافة روحية، حيث لا يخلو بيت فيها من حافظ أو حافظة لكتاب الله، من الكبير إلى الصغير، من الجد إلى الحفيد.