عاجل

من قلب الجمالية إلى رحاب الحضارة..

جمال رائف لـ"نيوز رووم": رسائل زيارة ماكرون تحلق حول العالم أجمع

جمال رائف
جمال رائف

لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة بروتوكولية فحسب، بل كانت محملة بإشارات حضارية واستراتيجية تؤكد أن مصر، برغم تعقيدات الإقليم، قادرة على أن تحيا وتلهم، وأن تصوغ مستقبلها بثقة ترتكز إلى إرثها، وتستشرف به الغد.

وفي ظل ترحيب شعبي عفوي، علت الهتافات في خان الخليلي، ليس فقط تعبيرا عن حفاوة الاستقبال، بل كدلالة صادقة على حالة من الاصطفاف الوطني والالتفاف الشعبي حول الدولة وقيادتها، بينما كانت كاميرات العالم ترصد هذه اللحظة الرمزية التي جمعت الثقافة بالدبلوماسية، والمكان بالرسالة.

وحول هذه الزيارة، أكد الكاتب الصحفي، جمال رائف لـ "نيوز رووم"، أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي وضيفه الرئيس الفرنسي ماكرون من حي الجمالية وصلت صداها إلى العالم أجمع وأن الدولة المصرية قادرة على أن تبقى وعلى أن تحيا حتى فى ظل هذا الإقليم المضطرب.

وقال إن الدولة المصرية آمنة سالمة مطمئنة قادرة على أن ترتكز على إرثها الثقافي والحضاري لترسل رسائل مهمة للغاية أنها قادرة على المضي إلى المستقبل، وأضاف أن هناك  رسالة أخرى فى هذه الجولة لها علاقة بالاصطفاف الوطني الذي ظهر عبر هتافات المواطنين المصريين خلال استقبالهم للرئيس عبد الفتاح السيسي وضيفه الرئيس ماكرون فى هذه الجولة داخل خان الخليلي، حينما ارتفعت الأصوات مرحبة وداعمة للقيادة السياسية المصرية وداعمة للدولة المصرية، ما يؤكد أن حالة الاصطفاف الوطني انعكست على هذا المشهد المهم للغاية، وأرسلت رسائل ضمنية للمجتمع الدولى بهذا الأمر.

وأكد أن  الرئيس ماكرون دائما يهتم بأن تكون هناك محطات لها علاقة بزيارة بعض الأماكن الأثرية أو التاريخية، وفى هذه المرة الزيارة حافلة بالمحطات، سواء المتحف المصري الكبير، حي الجمالية، وخان الخليلي، أو ما يتعلق بزيارته لجامعة القاهرة كأحد أهم منابر الثقافة والعلم فى منطقة الشرق الأوسط، وتعتبرةهذه أيضا رسائل مهمة مفادها أن الدولة المصرية صاحبة الحضارة والتاريخ ويمكنها أن تمارس دورها الحضارى فى المنطقة بجانب دورها السياسي والاقتصادي.

وأضاف أن الدولة المصرية دوما ترسخ لمفاهيم ائتلاف الحضارات على عكس النظريات التى خرجت فى القرن الماضي تتحدث عن صراع الحضارات، وأن الدولة المصرية صنعت نظرية جديدة خاصة بائتلاف الحضارات وقدرة الدول صاحبة الحضارات على الائتلاف والتواصل، وبالتالى نجد الشق الثقافي والحضاري فى العلاقات المصرية الفرنسية حاضر وبقوة بل إن جولات ماكرون فى هذه المناطق التاريخية والأثرية يؤكد أن الشق الثقافي والحضاري الممتد بين مصر وفرنسا عبر التاريخ، قادر على أن يكون له دور مهم فى ترسيخ ودعم العلاقات المصرية المشتركة بين الدولتين بجانب العلاقات المتميزة على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري وبشأن القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

واصطحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة في وسط القاهرة والمتحف المصري الكبير، قبيل قمة مصرية فرنسية أردنية بشأن الوضع في غزة.

وزار الرئيسان، خلال الجولة، منطقة الحسين وخان الخليلي بالقاهرة التاريخية، والمتحف المصري الكبير المزمع افتتاحه رسميًا خلال العام الحالي.  

وشكر ماكرون الرئيس السيسي على الجولة والاستقبال الحار، قائلا: "هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي، تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا".

تم نسخ الرابط