تقرير أممي يحذر: غابات الشمال تتحول من مصيدة للكربون إلى مصدر لانبعاثاته
حذر تقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا من أن حرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة بوتيرة غير مسبوقة يهددان نمو الغابات في نصف الكرة الأرضية الشمالي لعقود قادمة، مما قد يحولها من "مصيدة للكربون" إلى مصدر لانبعاثاته.
وأوضح التقرير، الذي صدر قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب30) المقرر عقده في البرازيل، أن الغابات في أوروبا وأمريكا الشمالية والقوقاز وآسيا الوسطى تشهد تراجعا ملحوظا في قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مشيرا إلى أن استمرار هذه الاتجاهات قد يؤدي إلى نقطة تحول خطيرة تبدأ عندها الغابات في إطلاق كميات من الكربون تفوق ما تمتصه.
وأضاف التقرير أن هذا التحول المحتمل سيقوض الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، التي تسعى إلى إبقاء الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
فالغابات الشمالية، بحسب التقرير، تمثل درعا حيويا في مواجهة التغير المناخي، إذ تعوض جزءا كبيرا من انبعاثات الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، وتحتفظ بحوالي نصف مخزون الكربون في العالم.
وأشار التقرير إلى أن نصف الكرة الأرضية الشمالي يضم أكثر من 42% من غابات العالم، بما في ذلك ما يقرب من نصف الغابات الأولية، لكنه أصبح أكثر عرضة من أي وقت مضى للحرائق والآفات والجفاف نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة أجراها مركز البحوث المشتركة بالاتحاد الأوروبي أن غابات أوروبا امتصت خلال الفترة من 2020 إلى 2022 نحو ثلث كمية ثاني أكسيد الكربون فقط مقارنة بما كانت تمتصه بين عامي 2010 و2014، وهو تراجع كبير ينذر بتفاقم الأزمة البيئية في السنوات المقبلة.
وأكد التقرير الأممي أن التحرك العاجل لتعزيز إدارة الغابات واستعادة النظم البيئية أصبح أمرا ضروريت لتجنب فقدان أحد أهم خطوط الدفاع الطبيعية ضد تغير المناخ.