مكاسب وخسائر الأحزاب الكبرى في انتخابات النواب.. صعود مفاجئ للمستقلين
تكشف انتخابات مجلس النواب هذا العام عن لوحة سياسية أكثر تنوعًا وحدّة في المنافسة، بعدما أعادت توزيع مكاسب وخسائر الأحزاب الكبرى، ودفعت المستقلين إلى صدارة المشهد بوصفهم المفاجأة الأبرز في السباق الانتخابي.
فالنتائج المعلنة حتى الآن ترسم ملامح برلمان جديد تتغير فيه موازين القوى، بين أحزاب حققت حضورًا وازنًا رغم خسائر غير متوقعة، ومستقلين فرضوا أنفسهم على دوائر كانت محسومة من قبل.
وحتى اللحظة، تم حسم 373 مقعدًا من أصل 568 إجمالي مقاعد مجلس النواب، بواقع 284 للقائمة و89 للفردي، فيما لا تزال 195 مقعدًا قيد التنافس داخل دوائر الإعادة والدوائر الملغاة بحكم الإدارية العليا. وهي المقاعد التي تخوض حولها الأحزاب الأربعة الكبرى والمستقلون سباقًا ساخنًا قد يعيد رسم خريطة البرلمان قبل لحظة الحسم النهائي.
مكاسب الأحزاب.. صراع على الصدارة
مستقبل وطن – المتصدر رغم التراجع
حافظ حزب مستقبل وطن على موقعه في صدارة المشهد الانتخابي، بعد فوزه بـ 170 مقعدًا (121 بالقائمة – 49 فرديًا).
ورغم ذلك، سجّل الحزب خسارة 10 مقاعد مقارنة بالاستحقاق السابق، في مؤشر على شراسة المنافسة في دوائر فردية عديدة.
حماة الوطن – حضور قوي وخسائر كبيرة
نجح حزب حماة الوطن في حصد 69 مقعدًا ( 54 بالقائمة – 15 فرديًا )، لكنه جاء أيضًا في مقدمة الخاسرين، بعد فقدانه 17 مقعدًا كان يعوّل عليها في عدد من الدوائر الملتهبة.
الجبهة الوطنية – كتلة مؤثرة رغم التعثر
حصلت الجبهة الوطنية على 52 مقعدًا ( 43 بالقائمة – 9 فرديًا )، بينما خسرت 7 مقاعد في دوائر تنافسية قوية.
الشعب الجمهوري – مكاسب مستقرة وخسارة محدودة
حقق الحزب 18 مقعدًا ( 15 بالقائمة – 3 فرديًا )، وسجّل خسارة مقعد واحد فقط.
الخسائر.. تحولات في المزاج الانتخابي
أبرز ما تكشفه الأرقام هو أن المزاج الانتخابي لم يعد يمنح الأفضلية المطلقة للأحزاب الثقيلة، إذ فقدت الأحزاب الكبرى:
حماة الوطن: 17 مقعدًا
مستقبل وطن: 10 مقاعد
الجبهة الوطنية: 7 مقاعد
الشعب الجمهوري: مقعدًا واحدًا
هذه الخسائر تعكس تغيرًا في اختيارات الناخبين، وترسخ قاعدة أن الصوت الفردي بات أكثر ارتباطًا بأداء المرشح على الأرض لا بانتمائه السياسي.
المفاجأة.. المستقلون يقلبون المعادلة
في واحدة من أبرز مفاجآت السباق، ظهر المستقلون كلاعب أساسي في الدوائر الفردية، بعدما حققوا حضورًا ونجاحات لافتة على حساب مرشحين حزبيين أصحاب ثقل انتخابي.
وأجبر المستقلون عددًا من قيادات الأحزاب على خوض الإعادة في دوائر كانت محسومة، ما يعكس اتساع قاعدة الثقة الشعبية في المرشحين بعيدًا عن العباءات الحزبية.
ومع تبقي 195 مقعدًا في الطريق إلى الحسم، تبدو المنافسة مفتوحة على جميع الاحتمالات، خصوصًا أن المستقلين يدخلون الجولة المقبلة بثقة أكبر وفرص أعلى.
المشهد الانتخابي الحالي يؤكد أن البرلمان المقبل سيكون أكثر تنوعًا وتغيرًا في موازين التأثير السياسي.
فبين مكاسب قوية، وخسائر مؤثرة، وصعود مستقل يغير المعادلات، تظل الانتخابات الحالية واحدة من أكثر الجولات سخونة منذ سنوات، حيث تُكتب ملامح البرلمان الجديد تحت وقع تنافس حقيقي ومفاجآت لا تزال مستمرة.