تعاون مع الشرع وضد الأسد.. مقتل عميل سري كان يتجسس على داعش "بالخطأ"
قال أفراد من عائلة عميل سري ومسؤولون سوريون، يوم الجمعة، إن قوات أمريكية ومجموعة سورية محلية قتلت عن طريق الخطأ عميلا سريا كان يجمع معلومات استخباراتية عن أعضاء منظمة داعش الإرهابية أثناء محاولتها القبض على مسؤول كبير في التنظيم، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

وقعت العملية، التي قُتل فيها خالد المسعود في أكتوبر الماضي، قرب دمشق، ووفقًا لأقاربه، فقد كان يتجسس على داعش لسنوات لصالح المتمردين، بقيادة هيئة الشريعة، كما عمل لصالح الحكومة الانتقالية التي شكلها الرئيس السوري أحمد الشرع بعد سقوط نظام الأسد قبل نحو عام.
قال وسيم ناصر، الباحث في مركز صوفان، وهو مركز أبحاث مقره نيويورك يُركز على القضايا الأمنية: “قد يُمثل مقتل المسعود انتكاسة كبيرة لجهود مكافحة داعش”، وأضاف: "جاءت الغارة التي استهدفته نتيجةً لغياب التنسيق بين التحالف ودمشق".

كيف مات؟
قال سكان إن القوات الأمريكية نفذت الغارة إلى جانب الجيش السوري الحر، وهو فصيل معارض دربته الولايات المتحدة كان يقاتل ضد الأسد، وقال عبد الكريم مسعود، ابن عم المسعود، إنه فتح باب منزله فرأى سيارات تحمل أعلامًا أمريكية.
وأوضح: "كان هناك شخص فوق أحدهم يتحدث لغة عربية ركيكة، ووجه إلينا رشاشًا وضوء ليزر أخضر وأمرنا بالعودة إلى الداخل".

وقالت صباح الشيخ الكيلاني، والدة خالد المسعود، إن القوات حاصرت منزل ابنها القريب، حيث كان مع زوجته وبناته الخمس، وطرقت الباب، ثم أخبرهم المسعود أنه يعمل لدى الأمن العام، التابع لوزارة الداخلية السورية، لكنهم كسروا الباب وأطلقوا النار عليه، وفقًا للكيلاني.
قال الكيلاني: “إنهم اقتادوه جريحًا”، ثم أبلغ مسؤولون أمنيون حكوميون عائلته بأنه أُطلق سراحه ولكنه لا يزال في المستشفى، ثم استُدعيت العائلة لاستلام جثته، ولم يتضح متى توفي.

وقالت والدته: “كيف مات؟ لا نعلم، أريد محاسبة من سلبوه من أبنائه”.
عمل ضد الأسد ومع الشرع
أكد مسؤولان أمنيان سوريان ومسؤول سياسي، اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم تخويلهم بالتعليق علنًا، أن المسعود عمل مع الحكومة السورية المؤقتة في دور أمني، وقال اثنان من المسؤولين إنه عمل في الحرب ضد داعش.
وتعتقد عائلة المسعود أنه تم استهدافه بناء على معلومات استخباراتية خاطئة قدمها أعضاء الجيش السوري الحر، وقال ابن عمه إن المسعود عمل مع جماعة الشرع المتمردة، هيئة تحرير الشام، في معقلها الشمالي الغربي بإدلب قبل سقوط الأسد، ثم عاد إلى الضمير وعمل مع الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الشرع.
عندما سُئل مسؤول دفاعي أمريكي عن مزيد من المعلومات حول الغارة وهدفها وما إذا كانت قد نُسِّقت مع الحكومة السورية، قال: "نحن على علم بهذه التقارير، لكن ليس لدينا أي معلومات نُقدِّمها".



