حكم قراءة القرآن في صورة جماعية.. بين الجواز والاستحباب

تعد قراءة القرآن الكريم من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله، حيث ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أهمية القراءة والتدبر في كتابه. وقد تطورت بعض العادات في المجتمعات الإسلامية، حيث تم جمع مجموعة من الأفراد لقراءة القرآن الكريم جماعياً. لكن ما هو الحكم الشرعي لهذا الفعل؟ وهل يعد مستحباً أم مكروهاً أو حتى محظوراً.
الآراء الفقهية حول قراءة القرآن جماعياً
1. الرأي الأول: الجواز والاستحباب:
يرى بعض العلماء أن قراءة القرآن جماعياً في الجلسات ليست فقط جائزة، بل هي مستحبة في بعض الحالات. فقد يكون الهدف منها تحفيز الجماعة على الإكثار من قراءة القرآن، خاصة إذا كان ذلك مصحوباً بالتدبر والتفسير. في هذا السياق، يعتبر عدد من العلماء أن قراءة القرآن جماعية هي وسيلة لتنشيط الإيمان وتقوية الروابط بين المسلمين، حيث تساهم في تعزيز الوعي الديني بينهم
2. الرأي الثاني: المكروه إذا كانت بصورة بدعية:
من جهة أخرى، يرى بعض العلماء أن قراءة القرآن الكريم جماعياً في صورة محددة أو في مناسبات معينة قد تكون غير مستحبة إذا كانت تُؤدى بطريقة تشبه الطقوس البدعية، أو بدون تدبر أو تفهم للمعاني. في هذا الصدد، حذر بعض العلماء من تخصيص أوقات معينة لقراءة القرآن جماعياً دون أي توجيه علمي أو روحي
دار الإفتاء تُبيِّن حكم قراءة القرآن جماعيًا
أوضحت دار الإفتاء أن قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية مُنظَّمة، بشرط عدم وجود تشويش أو اعتداء أثناء التلاوة أو التعليم، أمر جائز شرعًا. وأكدت أن هذا النوع من الذكر الجماعي يُثاب عليه فاعله، ويحقق غرض التعليم والتعاون على حفظ القرآن.
وأشارت الدار إلى أن الاستدلال ببعض الأحاديث التي تنهى عن الجهر بالقراءة الجماعية يُعد فهمًا غير دقيق، حيث أن المقصود بتلك الأحاديث هو تجنب التشويش بين المصلين أثناء الصلاة الفردية، وليس النهي عن القراءة الجماعية المنظمة.
كما أشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نظم مجالس الإقراء بحيث لا يحدث تشويش بين القراء، مستشهدةً بحديث أبي حازم التَّمارِّ عن البياضي رضي الله عنه، حيث قال: “إن المُصَلِّي يناجي رَبَّه عَزَّ وَجَلَّ، فليَنظر ما يناجيه، ولا يَجهر بعضُكم على بعضٍ بالقرآن".