رئيسة الهند تستقبل بوتين بحفل عشاء رسمي مهيب في القصر الرئاسي
شهد القصر الرئاسي في الهند حفل استقبال رسمي مهيب على شرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث التقى برئيسة الهند دراوبادي مورمو في ختام زيارته الرسمية.
وأقيم الحفل في قاعة الولائم داخل المقر الرئاسي، وهي قاعة مكسوة بألواح خشبية وزُيّنت موائدها بخزفيات تقليدية مطلية بالذهب وأطقم فضية تحمل شعار الدولة الهندية "عمود الأسد للملك أشوكا".
وبرزت لمسة رمزية لافتة في اختيار مناديل المائدة التي جاءت بألوان العلم الروسي: الأبيض والأزرق والأحمر، بدلاً من اللون الأبيض التقليدي.

محادثات بوتين في نيودلهي
شملت زيارة بوتين للهند مباحثات موسعة مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إضافة إلى كلمة ألقاها في المنتدى التجاري الروسي الهندي، وكان مودي قد استقبل بوتين شخصيًا عند وصوله إلى نيودلهي، حيث رافقه في سيارة رئيس الوزراء إلى لقاء غير رسمي في مقر إقامة مودي، وهو اللقاء الذي وصفه مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بأنه الحدث الأهم في الزيارة من حيث المضمون.
ويتم النظر إلى حفل الاستقبال الرسمي في البروتوكول الدبلوماسي كجزء أساسي من مراسم الدولة، حيث يجري خلاله تبادل خطابات معدّة مسبقًا بلغتي البلدين، واستعراض مسار العلاقات الثنائية وإنجازات التعاون المشترك.
وفي بداية المحادثات الرسمية بين بوتين ومودي في نيودلهي، أكّد رئيس الوزراء الهندي دعم بلاده لكل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في أوكرانيا، فيما أشاد بوتين بسياسة الهند المستقلة وذات السيادة.
وتأتي زيارة بوتين الأولى إلى الهند منذ أربع سنوات في سياق سعي موسكو إلى تعزيز التعاون التجاري مع نيودلهي، أكبر مشترٍ للسلاح الروسي والنفط المنقول بحرًا، في وقت تواجه فيه روسيا ضغوطًا من العقوبات الغربية.
وتزامنت الزيارة مع مفاوضات بين الهند والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تجاري يخفض الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقًا، بسبب واردات الهند من النفط الروسي.

تعاون اقتصادي واسع بين روسيا والهند
تعتبر روسيا أكبر مورد أسلحة للهند منذ عقود، وتسعى لزيادة استيراد السلع الهندية بهدف رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو حجم تبادل يميل حاليًا لصالح موسكو بسبب واردات نيودلهي من الطاقة.
وقال بوتين إن المفاوضات مع مودي جرت في "أجواء بناءة وودية"، مؤكدًا أن البلدين يعملان على اتفاق تجارة حرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بلغ مستوى قياسيًا، مشددًا على أن موسكو مستعدة لضمان استمرار إمدادات الطاقة للهند، واصفًا روسيا بأنها مصدر طاقة موثوق.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن محطة كودانكولام للطاقة النووية ستشكل مساهمة كبيرة في دعم احتياجات الهند من الكهرباء، كما لفت إلى أن مصنعًا دوائيًا روسيًا–هنديًا مشتركًا في منطقة كالوجا الروسية سيبدأ بإنتاج أدوية حديثة لمعالجة السرطان.
وكشف بوتين أن 96% من المبادلات التجارية بين موسكو ونيودلهي تُجرى بالعملات الوطنية، معربًا عن ثقته بإمكانية رفع حجم التجارة إلى 100 مليار دولار.
وأوضح أن التبادل التجاري ارتفع بنسبة 12% في عام 2024 ليصل إلى ما بين 64 و65 مليار دولار.
وخلال الجلسة العامة لمنتدى المستوردين الروس الهنود، أكد بوتين أن البلدين يتمتعان بإمكانات اقتصادية وتكنولوجية واسعة، وأسواق كبيرة وموارد هائلة، بما يدعم توسيع التعاون المشترك، وفق ما نقلته وكالة "سبوتنيك".



