عاجل

إعلام عبري: المبعوثة الأمريكية أورتاجوس اقترحت ضرب جنازة حسن نصر الله

مورجان أورتاجوس
مورجان أورتاجوس

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن المبعوثة الأمريكية للشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، اقترحت على نظام تل أبيب قصف مراسم تشييع الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله.

مورجان أورتاجوس والرئيس اللبناني 
مورجان أورتاجوس والرئيس اللبناني 

المبعوثة الأمريكية أورتاجوس اقترحت ضرب جنازة حسن نصر الله

وذكرت قناة "إم تي في" اللبنانية، أن المبعوثة الأمريكية التي كانت تزور إسرائيل قبيل تشييع جنازة نصر الله، اقترحت على مسؤولين إسرائيليين ضرب مراسم الجنازة في ملعب المدينة الرياضية في بيروت، بحجة وجود شخصيات بارزة في حزب الله.

وبحسب القناة فإن الجانب الإسرائيلي لم يحرك ساكنا تجاه اقتراحها، وقرر في النهاية عدم الهجوم، رغم تحليق طائرات حربية إسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية خلال موكب التشييع الضخم.

حسن نصر الله 
حسن نصر الله 

اغتيال حسن نصر الله

في اليوم الأخير من حياة نصر الله، شارك في تشييع محمد سرور، قائد وحدة المسيرات، قبل أن يتجه إلى مخبئه في حارة حريك، رافقه عباس نيلفوروشان، نائب قائد فيلق القدس الإيراني 

وداخل مقر سري، أنهت غارة إسرائيلية وجود نصر الله ومعه أحد أهم الجسور بين الحزب وطهران، واستخدمت إسرائيل ذخائر خارقة للتحصينات، في عملية وصفت بأنها أعقد اغتيال منذ سنوات.

بعدها، انفجرت الأسئلة في أوساط جمهور الحزب هل خذلت إيران نصر الله؟ أم أن الأخير هو من تمادى في حرب لم يفهم توقيتها؟ يرى باحثون أن كليهما وقع في فخ حسابات خاطئة، حيث توقّع الطرفان أن تلعب الحرب تحت سقف مألوف، لكن إسرائيل كانت تتحرك ضمن معادلة جديدة، لم تُدرَك أبعادها إلا بعد فوات الأوان.

وفي الأشهر التي سبقت اغتياله، بدا الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، واثقا من أن الحرب الدائرة ستظل محكومة بسقف قواعد الاشتباك التي رسمت ملامح الصراع مع إسرائيل منذ عام 2006، حيث كان رهانه الأساسي على أن طهران، التي احتضنت مشروع “محور المقاومة” في لبنان لعقود، لن تترك الحزب يواجه مصيره وحيداً، لكن هذا الرهان سقط مع توالي الضربات، وكانت النتيجة سلسلة من الخسائر الحادة في البنية القيادية والتنظيمية، انتهت باغتياله في 27 سبتمبر 2024.

حيث إن سوء التقدير، والتفوق الإسرائيلي في الحرب المعلوماتية، والانقطاع القيادي داخل حزب الله، شكلوا عوامل حاسمة في تحول المواجهة من حرب محدودة إلى معركة استنزاف وجودية.

سقوط العيون الثلاث

منذ يناير 2024، ومع ارتفاع وتيرة الضربات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، بدأت تتساقط رؤوس بارزة في الهرم الميداني للحزب، قتل وسام الطويل، القيادي في وحدة الرضوان، ثم تلته تصفية طالب عبد الله “أبو طالب”، القائد العسكري في المنطقة الوسطى من الحدود، وصولاً إلى إبراهيم عقيل، رئيس المجلس العسكري، هؤلاء الثلاثة الذين وصفهم مصدر شيعي بارز بالعيون الثلاث لنصر الله شكلوا امتداداً ميدانياً ضرورياً لقيادته المركزية، ومع رحيلهم دخل نصر الله في عتمة القرار.

لم تكن المشكلة في فقدان القادة فقط، بل في غياب القدرة على تعويضهم، فكما توضح مصادر لبنانية مطلعة، لم يكن هؤلاء جزءاً من هيكل مؤسساتي مرن، بل كانوا يمثلون حلقات منفصلة من الخبرة والتكتيك والسرية، ومع كل اغتيال، كان الحزب يخسر قطعة فريدة لا يمكن إعادة إنتاجها بسهولة.

تفجيرات البيجر وانهيار إتصال الحزب

مع تعمق الأزمة، لجأ حزب الله إلى مراجعة منظومته الاتصالية، فقد أدى تفجير شبكة "البيجر" اللاسلكية التي كانت تشكل العمود الفقري للتواصل بين القيادات والوحدات، إلى حالة شلل شبه كاملة في القيادة الميدانية،وانقطعت وحدات بأكملها عن التوجيه، والضباط الجدد وجدوا أنفسهم في فراغ تكتيكي.

وتقول شخصية دينية شيعية بارزة، فقدت أربعة من أفراد عائلتها خلال الحرب، إن نصر الله كان يملك “هوسا ميدانيا”، لكن أدواته تهاوت تباعاً، مضيفًا أنه لم تكن المعلومات تصل كما يجب، وصارت الطائرات المسيرة الإسرائيلية تعرف عن تحركات الحزب أكثر من القادة الجدد أنفسهم.

اغتيال صالح العاروري في ضاحية جنوب لبنان

في الأيام الأولى من عام 2024، ضربت إسرائيل مكتب حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتالت صالح العاروري، ثم باغتت الحزب مجدداً باغتيال وسام الطويل، وبدأت الشكوك داخل صفوف حزب الله، بدأت تتسرب، وبدأت دائرة نصر الله تبحث عن الخرق الأمني. 

وأكدت مصادر عراقية شيعية على تماس مع الحزب، أن قنوات الاتصال كانت تتغير باستمرار، دون تفسير، في محاولة لاكتشاف التسريبات، لكن الأمر كان أعمق من ذلك؛ تفوق تكنولوجي، وأسلوب اغتيالات عالي الدقة، وفقدان كامل لمعادلة الردع.

صالح العاروري
صالح العاروري

إيران لم تتحرك كما يجب

كان رهان نصر الله على التدخل الإيراني حاسما، لكن طهران لم تتحرك كما كان يتوقع، فبحسب شهادات من شخصيات عراقية على صلة وثيقة بالحزب، فإن الفصائل الموالية لإيران أبدت استعدادها للقتال إلى جانبه، غير أن القيادة الإيرانية لم تطلب منها سوى التصعيد الإعلامي، وأكد أحد القادة في كتائب سيد الشهداء أن أوامر الاستنفار التي صدرت لم تُترجم إلى تحرك فعلي على الأرض.

والسبب، وفق تحليل باحثين، هو أن طهران لم تكن قادرة على مجاراة وتيرة الحرب التي فرضتها إسرائيل، والتي استندت إلى نموذج حربي جديد، خارج منطق الردع المتبادل، وللمرة الأولى بدا أن حزب الله وإيران معاً فوجئا بما يشبه هجوماً على غرار 11 سبتمبر، دون أن يمتلكا خريطة للاستجابة.

تم نسخ الرابط