عاجل

طارق الشناوي: صابرين كانت الأقرب لروح «أم كلثوم» رغم رفض قيادات كبيرة وقتها

طارق الشناوي
طارق الشناوي

تحدث الناقد الفني طارق الشناوي عن الصراع الفني الذي دار خلف الكواليس قبل إنتاج مسلسل «أم كلثوم»، وكيف كانت الاختيارات الفنية تخضع لمعايير شديدة الحساسية، نظرًا لقيمة الشخصية ومكانتها في الوعي العربي.

وأوضح الناقد الفني طارق الشناوي ، في حوار صريح ببرنامج «خلاصة الكلام» مع الإعلامية أميرة بدر على قناة النهار، أن الفنانة صابرين، التي جسدت الدور في النهاية، لم تصل إلى هذا الموقع بسهولة، مؤكدًا أن الأمر كان محل نقاش طويل بين قيادات إعلامية ومخرجين ومنتجين، وأنه لم يكن مجرد قرار عابر أو اختيار سريع.

رفض واضح من قيادات كبيرة قبل ترشيح صابرين

وأكد الشناوي أن الفنانة صابرين لم تكن الخيار المرغوب في البداية لدى بعض القيادات المهمة، مشيرًا بالاسم إلى صفوت الشريف، الذي كان شخصية نافذة في المشهد الإعلامي وقتها، إضافة إلى المخرج يحى العلمي الذي كان مسؤولًا عن قطاع الإنتاج.

وقال الشناوي: «قبل إسناد المخرجة الكبيرة أنعام محمد علي، دور أم كلثوم للفنانة صارين كان في قيادات بحجم صفوت الشريف مكنش عايز صابرين تعمل الدور خالص وده كلام كان معروف وقتها بين العاملين في الوسط».

وأوضح أن مساحة التأثير كانت كبيرة، وأن اختيار بطلة «الست أم كلثوم» كان موضوعًا حساسًا للغاية، لأن الشخصية ليست مجرد فنانة، بل رمزًا وطنيا وتاريخيا، وهو ما جعل القرار محل مراقبة دقيقة من قيادات الإنتاج والإعلام.

صراع نجمات كبيرات على تجسيد أم كلثوم

وكشف الشناوي أن المسلسل كان «حلما فنيا» تتصارع عليه نجمات الصف الأول، وأن الرغبة في تجسيد أم كلثوم كانت قوية لدى أكثر من فنانة بارزة في التسعينيات.

وقال: «كان في طلب من أكتر من نجمة في ذلك الوقت وكانوا مشهورين قوي وعايزين يلعبوا الدور»، ومن بين الأسماء التي طرحت بقوة الفنانة نبيلة عبيد والفنانة إلهام شاهين، حيث كانت كل واحدة منهما ترى في الدور فرصة فنية استثنائية، ومساحة للتاريخ والخلود.

وأوضح أن هناك صراعا مكتوما بينهما، وأن صفوت الشريف كان يميل إلى ترشيح واحدة منهما لتجسيد الشخصية، انطلاقًا من مكانتهما وشعبيتهما الكبيرة في هذا التوقيت.

لماذا اختيرت صابرين في النهاية؟

ورأي الشناوي أن الأساس الذي رجح كفة صابرين لم يكن قائمًا على النجومية فقط، بل على «القدرة على الالتقاط الروحي»، بمعنى الوصول إلى جوهر أم كلثوم لا مجرد شكلها الخارجي.

وأضاف: «صابرين كانت أقرب لروح أم كلثوم أداء داخلي، مش مجرد تقليد صوت أو شكل»، وأكد أن المخرجة إنعام محمد علي لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن اختيارها، وأنها رأت في صابرين قدرة خاصة على التعبير عن المرأة داخل الأسطورة، وليس النجمة فوق المسرح فقط.

وأوضح أن صابرين حققت حالة نجاح غير مسبوقة، لدرجة أن الجمهور نسي في كثير من المشاهد أن ما يشاهده ليس أم كلثوم الحقيقية.

القرار الفني انتصر على الحسابات

وشدد الشناوي على أن ما حدث يؤكد أن القرار الفني الصحيح يمكن أن ينتصر، حتى في ظل تدخلات ورغبات من «الصف الأول» من القوة والسلطة.

وقال إن التاريخ أنصف التجربة، وأن مسلسل «أم كلثوم» أصبح علامة فارقة في الدراما المصرية والعربية، ليس فقط بسبب شخصية أم كلثوم، بل بسبب الأداء، الإخراج، والبحث في التفاصيل الإنسانية.

وأكد أن هذا العمل يثبت أن «الاختيار الصعب» في النهاية قد يكون هو الاختيار الصائب، وأن الفن في لحظة معينة يتجاوز السياسة والسلطة والمؤسسات.

أم كلثوم لا تتكرر لكنها تروى

وأنهى الشناوي حديثه بالتأكيد أن أم كلثوم باقية في الذاكرة، وأن كل جيل سيعيد النظر في سيرتها بطريقته الخاصة، لكن أحدًا لن يستطيع تكرارها.

وقال: «أم كلثوم لا تتكرر لكن كل جيل محتاج يحكي قصتها، لأن وراء الصوت أسطورة إنسانية، وإصرار، وموهبة، وامرأة غيرت التاريخ».

وأضاف أن صابرين رغم كل ما أحاط اختيارها من جدل  قدمت الدور بمحبة واحترام، وخلدت اسمها من خلال واحد من أهم الأدوار في تاريخ الدراما المصرية.

تم نسخ الرابط