عاجل

بموافقة الحرس الثوري.. ميليشيات عراقية قد تتخلي عن السلاح لتجنب مواجهة واشنطن

ميليشيات عراقية (أرشيفية)
ميليشيات عراقية (أرشيفية)

في خطوة غير مسبوقة، أبدت عدة جماعات مسلحة موالية لإيران في العراق استعدادها للتخلي عن سلاحها، في محاولة لتفادي تصعيد محتمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما كشفه عشرة من كبار القادة العسكريين والمسؤولين العراقيين لوكالة «رويترز».

تحذيرات أمريكية

المصادر أوضحت أن الولايات المتحدة وجّهت تحذيرات متكررة للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة، مفادها أن استمرار نشاط الميليشيات المسلحة على الأراضي العراقية قد يدفع واشنطن إلى شن ضربات جوية تستهدفها.

وقال عزت الشابندر، وهو سياسي شيعي بارز مقرب من التحالف الحاكم في العراق، إن المفاوضات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقادة عدد من الميليشيات بلغت مراحل متقدمة جدًا، مضيفًا أن الجماعات أبدت ميلاً واضحًا للاستجابة للمطالب الأمريكية.

مباركة الحرس الثوري

قادة في ميليشيات «كتائب حزب الله»، و«النجباء»، و«كتائب سيد الشهداء»، و«أنصار الله الأوفياء»، أكدوا في أحاديث خاصة أن الحرس الثوري الإيراني منحهم حرية اتخاذ القرار المناسب لتجنب الانجرار إلى صراع مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال أحد قادة «كتائب حزب الله»، أبرز الميليشيات الشيعية في العراق: «ترامب مستعد لأخذ الحرب إلى مستويات أسوأ، ونحن نعلم ذلك جيدًا ونريد تجنب هذا السيناريو السيئ».

A vehicle carries the coffin of a commander from Iraq's Kataib Hezbollah armed group, in Baghdad

تقليص الوجود وانتقال مقرات

وبحسب مسؤولين أمنيين وقادة ميدانيين، فقد بدأت بعض الجماعات المسلحة منذ منتصف يناير الماضي بإخلاء مقراتها وتقليص وجودها في مدن رئيسية مثل الموصل والأنبار، تحسبًا لأي ضربات جوية. كما عمد العديد من القادة إلى اتخاذ احتياطات أمنية مشددة، من بينها تغيير أماكن إقامتهم وهواتفهم ومركباتهم بشكل دوري.

ضغط متصاعد من واشنطن

وزارة الخارجية الأمريكية جددت دعوتها للحكومة العراقية بضرورة إخضاع جميع القوى المسلحة لسلطة الدولة، مشددة على أن هذه الفصائل “يجب أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، وليس لإيران”.

وعلق مسؤول أمريكي بأن واشنطن شهدت في السابق توقفًا مؤقتًا لهجمات الميليشيات تحت الضغط، لكنها لا تزال متشككة في أن يؤدي ذلك إلى نزع دائم للسلاح.

دمج سياسي أو عسكري

الشابندر أشار إلى أن الحكومة لم تصل بعد إلى اتفاق نهائي مع قادة الجماعات المسلحة، لكن النقاشات تشمل خيارات مثل تحويل الميليشيات إلى كيانات سياسية أو دمجها في صفوف القوات المسلحة العراقية.

وتُعد هذه التطورات أول مؤشر على استعداد فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق” -التي تضم نحو 10 جماعات شيعية متشددة- لتقديم تنازلات حقيقية تحت ضغط أميركي متواصل.

A vehicle carries the coffin of a commander from Iraq's Kataib Hezbollah armed group, in Baghdad

ضعف محور المقاومة

تأتي هذه التحولات في وقت يشهد فيه “محور المقاومة” الإقليمي بقيادة إيران حالة من التراجع، بعد أن دخلت المنطقة في حالة صدام مباشر عقب هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

فقد تعرضت حماس في غزة وحزب الله في لبنان لضربات إسرائيلية عنيفة، في حين قصفت واشنطن مواقع الحوثيين في اليمن، وتضاءل النفوذ الإيراني في سوريا مع تراجع وضع الرئيس بشار الأسد، أحد أبرز حلفاء طهران.

ميليشيات إيران تهدد أكراد العراق | الحرة

توازنات عراقية

يسعى العراق إلى تحقيق توازن دقيق في علاقاته مع كل من واشنطن وطهران، خاصة وأن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران تشكلت عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وباتت تمتلك ترسانة عسكرية تضاهي الجيش النظامي.

وكشف مصدران حكوميان أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسث حث رئيس الوزراء «السوداني»، في مكالمة هاتفية منتصف مارس، على منع الميليشيات من شن هجمات انتقامية على إسرائيل والقواعد الأمريكية، في أعقاب الغارات الأمريكية على الحوثيين.

وكانت تلك الميليشيات قد شنت عشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل وقواعد أمريكية، فيما أسفرت إحدى عملياتها العام الماضي عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن.

واعتبر إبراهيم السُمايداوي، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء، أن واشنطن قد لا تقبل برفض جديد من بغداد، محذرًا: «إذا لم نمتثل طوعًا، فقد يُفرض علينا بالقوة من الخارج».

تم نسخ الرابط