دمرت مناطق زراعية وسكنية بالكامل
أنشأت 12 نقطة تمركز عسكرية.. إسرائيل تحتل أكثر من 50% بغزة

كشفت تقارير صحفية وشهادات لجنود إسرائيليين عن توسع كبير في نفوذ الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة منذ استئناف العمليات العسكرية ضد حركة حماس، حيث باتت القوات الإسرائيلية تسيطر على أكثر من 50% من مساحة القطاع، وفقًا لما نقلته وكالة «أسوشيتد برس».
وتركز التوسع الإسرائيلي في محيط الحدود مع القطاع، حيث قامت القوات بهدم واسع لمنازل الفلسطينيين والأراضي الزراعية والبنية التحتية، مما حول تلك المناطق إلى مناطق غير صالحة للعيش، بحسب شهادات جنود ومؤسسات حقوقية. وتضاعف حجم المنطقة العازلة التي تنشئها إسرائيل على طول الحدود، ووصلت في بعض المناطق إلى عمق 3 كيلومترات داخل غزة، وفقًا لخرائط نشرتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
أرض محروقة
أفاد خمسة جنود إسرائيليين للوكالة بأن عمليات الهدم كانت ممنهجة وشاملة، واستهدفت مزارع وبنية تحتية ومنشآت صناعية وسكنية، في محاولة لمنع المسلحين من العودة أو استخدام تلك المناطق مستقبلًا.
ونقل أحد الجنود، ضمن وحدة مدرعة ترافق جرافات الهدم، أن القوات “دمرت كل ما بدا وكأنه يعمل”، مضيفًا: “لن يعودوا أبدًا، لن يبقى لهم شيء يعودون إليه”. وأكد الجنود أن التعليمات شملت إطلاق النار على أي شخص يقترب من مسافة 500 متر من القوات، حتى وإن كان من المدنيين.

ممرات تقطع أوصال القطاع
إلى جانب المنطقة العازلة، تسيطر إسرائيل على ممر يعرف بـ«ممر نتساريم»، يفصل شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، عن الجنوب. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إن إسرائيل تنوي إنشاء ممر جديد في جنوب القطاع لعزل مدينة رفح عن باقي المناطق، مؤكدًا نية بلاده الحفاظ على السيطرة الأمنية على غزة حتى بعد هزيمة حماس.
تهجير ودمار ممنهج
من جانبها، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن تدمير الممتلكات وتهجير السكان من المناطق التي أصبحت ضمن المنطقة العازلة يرقى إلى تطهير عرقي، لا سيما في ظل المؤشرات على عدم السماح بعودة السكان إلى أراضيهم.
وفي المقابل، قالت القوات الإسرائيلية إن عملياتها تهدف إلى حماية المدنيين في جنوب إسرائيل، وإنها تتبع القانون الدولي وتتجنب استهداف المدنيين “قدر الإمكان”.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية دمارًا واسعًا للأحياء التي كانت مأهولة بالسكان في محيط المنطقة الحدودية، حيث كانت تعد من أبرز مناطق الإنتاج الزراعي في غزة. كما أُنشئت نحو 12 نقطة تمركز عسكرية جديدة منذ انتهاء الهدنة في يناير الماضي.