عاجل

رحيل مفاجئ | الحاج سعيد عبد الواحد.. القبر يسبق قبة البرلمان

الحاج سعيد عبدالواحد
الحاج سعيد عبدالواحد

في صباح يوم الخميس، فارق الحياة الحاج سعيد عبد الواحد، المرشح المستقل عن دائرة إمبابة والمنيرة الغربية، قبل أن يلتحق بالسباق الانتخابي في واقعة مفاجئة هزت الدائرة بأكملها.

مرشح من قلب الحي

لم يكن الحاج سعيد مجرد اسم على لافتة انتخابية، بل كان وجهًا مألوفًا في شوارع إمبابة والمنيرة الغربية. يعرف الناس واحدًا واحدًا، يقف معهم في أفراحهم وأحزانهم، ويستمع لهم قبل أن يطلب منهم الاستماع إليه.

ترشحه لم يكن بدافع طموح سياسي شخصي، بل قناعة بسيطة: «الحي محتاج صوت من جوه الحي». 

في جولاته الانتخابية، كان يتحدث بلغة أهل الشارع، دون شعارات براقة أو وعود غير واقعية، مكتفيًا بعرض برامج عملية: تحسين خدمات الحي، حل مشكلات النظافة والمرور، وتسهيل حياة المواطنين في دوائر صغيرة غالبًا ما تهملها الخطط الكبرى.

الحضور البسيط والمصداقية

كان يسير بين المحلات والبسطات، يدخل المقاهي، يحيّي الناس بيد طيبة وابتسامة هادئة،ويعتمد على مصداقية الرجل وعلاقته الطويلة بالسكان. أحد أنصاره قال عنه: «كان دايمًا موجود قبل ما يبقى مرشح — في الفرح، في العزاء، في المشاكل، وكان بيعمل خير كتير ».

مع اقتراب يوم الاقتراع، كثف الحاج سعيد جولاته، مكرسًا كل وقته ليكون صوتًا للمواطنين، محافظًا على رباطة جأشه وملامح الأمل التي يعرفها عنه الجميع.

جنازة مؤثرة

تشييع الجثمان من مسجد الحصري شهد حضور المئات من الجيران والمعارف، الذين ودعوا رجلاً لم يلتحق بعد بكرسي البرلمان لكنه سبق أن أخذ مكانًا في قلوبهم.

كان الحزن خليطًا من الأسف على رحيله المفاجئ والتقدير لرجل جعل خدمة الناس رسالة قبل أن تكون حملة انتخابية.

أثره الباقي

قصة الحاج سعيد عبد الواحد بسيطة ومعبرة، رجل من الشارع حاول أن يقدم نفسه كخدمة لمسقط رأسه. لم يكمل السباق، لكن أثره بقي في المحادثات في المقاهي، وفي دعوات الناس، وفي تذكير صامت بأن السياسة ليست مجرد أرقام ونتائج، بل حياة وإنسان.

وشهدت دائرة إمبابة حالة من الأسى بين الأهالي عقب الإعلان عن الوفاة، خاصة أنه كان يستعد لخوض السباق الانتخابي ضمن الدوائر المُعاد التصويت فيها خلال المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب.

تم نسخ الرابط