السياسي المسيحي الأوروبي: الأسرة يجب أن تكون محور النقاش الاقتصادي
أكد ممثلون في الحزب السياسي المسيحي الأوروبي (ECPP) أن معالجة الأزمات الاقتصادية في أوروبا يجب أن تنطلق من دعم الأسرة باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع، وذلك في ظل تصاعد قلق المواطنين من ارتفاع تكلفة المعيشة وتحديات الأمن والدفاع.
وبحسب استطلاع يوروباروميتر لعام 2025 اختار 41% من المشاركين تكلفة المعيشة كأولوية أولى يجب أن يركز عليها البرلمان الأوروبي، بينما جاءت قضية الدفاع ضد التهديدات الخارجية في المرتبة الثانية، وتفاوتت الأولويات من دولة لأخرى، ففي حين تتصدر الصحة العامة اهتمامات مواطني البرتغال واليونان، يعتبرها سكان الدول الاسكندنافية قضية ثانوية، مقابل تركيزهم الأكبر على التغير المناخي، أما في دول شرق أوروبا، فلا يرى سوى 10% فقط أن المناخ أولوية مركزية.
الحزب المسيحي الأوروبي: السياسات الاقتصادية يجب أن تضع الأسرة أولًا
وقال كوون ستريك، مسؤول الإعلام في الحزب المسيحي الأوروبي، إن الأزمات الاقتصادية الحالية من تضخم وارتفاع أسعار الإسكان ترتبط بمجالات سياسية متعددة، موضحًا أن انعكاساتها تظهر بوضوح داخل الأسرة، حيث تكافح كثير من العائلات لتأمين احتياجات أبنائها، وخاصة الشباب المقبلين على الزواج أو البحث عن مسكن.
وأضاف “ستريك” أنه يجب على الحكومات التحرك لمنع الأعباء الاقتصادية من تفكيك الأسر أو تهديد استقرارها، نحن ندعو إلى اقتصاد قائم على الاستدامة والاستمرار، ويضع الإنسان والأسرة في القلب.
وأشار “ستريك” إلى أن الحزب يدعو لإعطاء الأولوية للفئات الأكثر احتياجًا خلال الفترات الاقتصادية الصعبة، مؤكداً أن مستوى الدول الأعضاء هو الأنسب لتصميم وتنفيذ السياسات الاقتصادية الفعّالة.
ولفت إلى دور بعض النواب المسيحيين داخل البرلمان، ومنهم الألماني نيلس غيوكينج، الذي يربط دائمًا بين تكلفة المعيشة وسياسات دعم الأسرة، ويشارك في اللجنة الخاصة بأزمة السكن في الاتحاد الأوروبي للدفاع عن إعطاء الأولوية للأسر في سياسات الإسكان.
اختلاف الأولويات بين الدول ينعكس على رؤية المسيحيين للقضايا الكبرى
يرى الحزب أن من الصعب إطلاق تعميمات حول كيفية فهم المسيحيين الأوروبيين لقضايا مثل الدفاع، الهجرة، أو المناخ، إذ ترتبط أولويات المواطنين عمومًا والمسيحيين ضمنهم بالواقع المحلي لكل دولة.
ففي دول البلطيق، على سبيل المثال، تبقى قضايا الدفاع والحرب في أوكرانيا في مقدمة الاهتمامات بسبب الجوار المباشر لروسيا، رغم وجود اهتمام أيضًا بقضايا المناخ والرقمنة وحماية المستهلك.
وشدد "ستريك " على أنهم يدينون العدوان الروسي على أوكرانيا، ويؤكدن ضرورة حماية وحدة أراضيها، واحترام القانون الدولي.
كما شدد الحزب على أن أسباب الهجرة الأساسية من فقر واضطهاد ديني أو عرقي وتغير مناخي يجب معالجتها من جذورها.
القيم المسيحية أساس الاتحاد الأوروبي
ويرى الحزب المسيحي الأوروبي أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي باتت تميل نحو مزيد من العلمنة، ما يؤدي بحسبه إلى تجاهل القيم التي تأسس عليها الاتحاد.
وقال" ستريك" إن الاتحاد الأوروبي مبني على قيم مسيحية أصيلة، أبرزها كرامة الإنسان والحريات الأساسية، واستشهد بمؤسس الجماعة الأوروبية للفحم والصلب روبرت شومان، الذي كان يؤكد أن البناء الأوروبي يجب أن يستند إلى مبادئ مسيحية وإنسانية واضحة.
وأكد أن دور السياسيين المسيحيين اليوم هو التذكير بهذه القيم، والدفاع عن حرية الدين والمعتقد داخل الاتحاد وخارجه، مع طرح حلول واقعية للتحديات الراهنة، واحترام مبدأ اللامركزية (السبسيديارية) الذي يعطي الدول الأعضاء مساحة أوسع في اتخاذ القرار.
20 عامًا من العمل المشترك
وكان الحزب المسيحي الأوروبي احتفل هذا العام بمرور 20 سنة على تأسيسه كحركة سياسية، قبل أن يتحول رسميًا إلى حزب، وشهدت بروكسل في ديسمبر الماضي انعقاد جمعيته العمومية الشتوية، بمشاركة سياسيين مسيحيين من مختلف الدول الأوروبية لبحث التحديات المقبلة.
وأعاد الحزب انتخاب فاليريو غيليتشي السياسي المولدوفي وراعي الكنيسة المعمدانية وعضو مجلس أوروبا رئيسًا له.


