دراسة جديدة .. النساء يسمعن بشكل أفضل كثيراً من الرجال

في اكتشاف علمي مثير، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ساينتفك ريبورتس" أن النساء قد يتمتعن بحاسة سمع أكثر دقة وحساسية مقارنة بالرجال، وذلك عبر مختلف الثقافات والبيئات حول العالم.
بعد إجراء اختبارات السمع على 448 فردًا من 13 مجتمعًا حول العالم (بما في ذلك الإكوادور، إنجلترا، الجابون، وجنوب إفريقيا)، وجد الباحثون أن النساء أظهرن حساسية سمعية أعلى بمعدل 2 ديسيبل مقارنة بالرجال في جميع المجتمعات المدروسة، هذه الفروق كانت أكثر وضوحًا من تلك المرتبطة بالعمر (الذي عادةً ما يؤثر على السمع مع التقدم في السن) الأذن اليسرى، تميل إلى أن تكون أكثر حساسية من اليمنى لدى الجنسين.
وعلّق الدكتور توري كينج، المشارك في الدراسة من جامعة باث، قائلا:"هذه النتائج مفاجئة وتشير إلى أن الاختلافات الهرمونية أو التشريحية بين الجنسين قد تلعب دورًا رئيسيًا في حساسية السمع".

لماذا تسمع النساء بشكل أفضل من الرجال؟
اقترح الباحثون عدة تفسيرات محتملة لهذه الظاهرة:
1-الهرمونات الجنسية: قد يكون لهرموني الإستروجين والبروجسترون تأثير وقائي على الخلايا السمعية في القوقعة.
2-الاختلافات التشريحية: قد تكون القوقعة عند النساء أصغر حجمًا، مما يعزز كفاءة نقل الموجات الصوتية.
3-التطور العصبي: أدمغة النساء قد تكون أكثر كفاءة في معالجة الأصوات، خاصة في تمييز الكلام.
كشفت الدراسة أن سكان المناطق الاستوائية (ذات الكثافة السكانية المنخفضة) يتمتعون بسمع أكثر حساسية من سكان المدن المزدحمة، الضوضاء الحضرية المستمرة قد تسبب "تعديلًا تردديًا" في السمع، مما يجعله أقل حساسية للأصوات المنخفضة.
حذر الباحثون من أن الحساسية العالية للصوت قد تجعل النساء أكثر تأثرًا بالضوضاء المزعجة، مما قد يؤثر على جودة النوم ويزيد من التوتر، هذه الميزة قد تكون غير مفيدة في العصر الحديث حيث التلوث السمعي منتشر في المدن.
تفتح هذه الدراسة الباب أمام تطوير أجهزة سمعية مخصصة حسب الجنس، فهم أفضل لكيفية تأثر السمع بالتطور البشري في بيئات مختلفة، دراسات أعمق حول الهرمونات وصحة السمع.
بينما يحتاج هذا الاكتشاف إلى مزيد من البحث، إلا أنه يقدم دليلًا قويًا على أن السمع ليس حاسة محايدة جنسيًا، وأن الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء قد تمتد إلى أبعد مما كنا نعتقد.