هل تنزلق السويداء إلى حرب أهلية بعد مقتل شيخين على يد الدروز؟|خاص
قال الدكتور أحمد يونس، المحلل السياسي اللبناني، إن محافظة السويداء تقف اليوم أمام منعطف بالغ الخطورة، إذ أن مقتل شيخين خلال أيام قليلة أعاد فتح ملف الاستقرار الهش، وكشف حجم الاحتقان المتراكم بصمت داخل مجتمع حاول لسنوات تفادي الانجرار إلى مواجهة داخلية.
حادثة ليست عابرة.. خلل يهدد شبكة المرجعيات التقليدية
وأوضح يونس، في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن ما جرى ليس حادثًا عابرًا، بل مؤشر لمسار مقلق، فالمحافظة اعتمدت تاريخيًا على شبكة واسعة من المرجعيات الدينية والعشائرية التي لعبت دور صمام أمان، وأي خلل في هذه البنية يفتح الباب أمام انقسامات يصعب ضبطها.

تهديد مباشر للنسيج الاجتماعي في المحافظة
وأشار إلى أن تعاطي الفاعلين المحليين مع الجريمة باعتبارها تهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي يعكس خطورتها، خاصة أن الجهة المتهمة تنتمي إلى البيئة نفسها، مما يمنح المشهد بعدًا أكثر حساسية من مجرد مواجهة مع خصوم أو غرباء.
وأكد يونس أن المناخ الشعبي داخل السويداء أصبح متوترًا وثقيلًا؛ إذ يشعر السكان بأن مستوى الأمان يتراجع، وأن القوى المفترض أن تحمي المجتمع لم تعد قادرة على ضبط المجموعات المسلحة أو منعها من فرض أعرافها الخاصة.
غياب الدولة يفتح الباب أمام صراع نفوذ داخل السويداء
وتابع، يزداد هذا القلق مع تزامن الحادثة مع مرحلة سياسية سورية مضطربة، وهو الأمر الذي يفاقم احتمالات التوتر، في ظل غياب دولة فاعلة وتراجع حضور المؤسسات، مما أفسح المجال لقوى تتنافس على النفوذ والشرعية، بين مرجعيات دينية وعشائرية من جهة، ومجموعات مسلحة واقتصادات موازية من جهة أخرى.
وتابع أن أي شرارة كالتي شهدتها المحافظة يمكن أن تتحول سريعًا إلى حالة تعبئة وربما إلى جولات ثأرية تعيد إلى الذاكرة بدايات الصراعات الأهلية في مناطق سورية أخرى.

ومع ذلك، يرى الدكتور أحمد يونس أن الفرصة لا تزال قائمة لاحتواء التوتر إذا تحركت المرجعيات الدينية التقليدية بمسؤولية وأعادت ضبط الإيقاع قبل انزلاق الشارع إلى الفوضى، فالمجتمع الدرزي يمتلك خبرة طويلة في إدارة خلافاته الداخلية وتحييد نفسه عن النزاعات المحيطة، غير أن قدرة هذا التقليد على الصمود أصبحت أمام اختبار شديد.
السويداء على مفترق طرق
واختتم الدكتور أحمد يونس، حديثه بالقول إن السويداء تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم، وإن الخيارات المتاحة جميعها مكلفة، مما يجعل اللحظة الراهنة مرشحة لأن تشكل منعطفًا في مستقبل السلم الأهلي داخل واحدة من أكثر المناطق حساسية في سوريا.



