باحثة فلسطينية: نتنياهو طلب العفو للتعامل مع الضغوط المصرية بشأن التهجير
أكدت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، أن فكرة التهجير ما زالت قائمة حتى هذه اللحظة في عقلية اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يرى أن السيطرة المطلقة على أرض قطاع غزة تحتاج إلى إعادة هندسة ديمغرافية تقوم على تقليل عدد السكان قدر الإمكان لتمكين تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى، من بينها مشروع قناة بن جوريون الذي يعد مشروعًا قائمًا من شأنه التأثير على قناة السويس، إضافة إلى مشاريع الغاز، حيث يحتوي قطاع غزة على ما يقارب نصف تريليون من الغاز.
وأضافت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع نيوز روم، أن فرض السيطرة الإسرائيلية على القطاع يعني عمليًا فرض التهجير، مشيرة إلى أن إسرائيل تسعى لفتح معبر رفح باتجاه واحد للخروج فقط، دون السماح بعودة السكان، مؤكدة أن من يغادر قطاع غزة “لن يعود”.
تمارا حداد: الفلسطينيون داخل غزة في حالة انعدام لمقومات الحياة
وأوضحت الحداد أن الفلسطينيين داخل القطاع يعيشون حالة انعدام لمقومات الحياة، وأنه لن يكون هناك إعمار حقيقي، حيث ستبقى عملية الإعمار تحت سيطرة إسرائيل التي ستعمل على تقليصها إلى الحد الأدنى، ما يضع الفلسطيني أمام واقع الخيمة لدفعه نحو التهجير القسري أو الطوعي مستقبلًا.

وأضافت الباحثة أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت واضحة عندما تحدث عن فتح المجال أمام خروج سكان غزة، وهو ما يتوافق مع الرؤية الأمريكية القائمة على تشديد الهيكلية الأمنية والسياسية للقطاع، باعتباره أرضًا مدولة تخضع لقدر من الوصاية الأمريكية.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة لم تنجح حتى الآن في إدخال قوة دولية أو ترتيب الانتقال إلى مراحل ما بعد الحرب، سواء المتعلقة بالإعمار أو نزع سلاح حماس، ما يعقّد المشهد ويدفع نحو تكريس مسار التهجير.

وأكدت حداد أن ملف التهجير يُستخدم أيضًا للضغط على الجانب المصري، لأن إسرائيل معنية بدفع الفلسطينيين نحو سيناء، إحياء لمشروع قديم تبنته أطراف مختلفة على مرّ السنوات، معتبرة أن ما يجري اليوم هو محاولة لتحقيق هذا الهدف عبر تدمير البنية التحتية ومقومات الحياة داخل غزة ومنع استعادة الإعمار.
وأوضحت الباحثة أن إعادة هندسة الجغرافيا والديمغرافيا في قطاع غزة ليست مرتبطة فقط بحسابات انتخابية لليمين المتشدد، بل تمثل منظومة أيديولوجية واستراتيجية تهدف إلى تقليل الوجود الديمغرافي الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ضمن إطار حرب على الهوية والوجود الفلسطيني، من أجل أخذ الأرض دون شعب.
وختمت الدكتورة تمارا حداد الباحثة السياسية الفلسطينية بالإشارة إلى أن طلب نتنياهو العفو من رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ بحجة الظروف الاستثنائية في الشرق الأوسط لا يرتبط بغزة أو لبنان أو إيران التي تعد ظروفًا اعتيادية، وإنما يأتي للتعامل مع الضغوط المصرية المتعلقة بملف التهجير.



