"سياستنا هي العلاج المر".. ترامب ينفي تعمد الأضرار الاقتصادية للأمريكيين

نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يكون قد تسبب عمدًا في تراجع سوق الأسهم، مشبهاً الأضرار التي أحدثتها السياسات الاقتصادية العالمية بما يحدث عند تناول دواء لمعالجة مرض.
وبحسب موقع "آكسيوس" الأمريكي، قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته إلى واشنطن: "لا أريد أن يحدث أي انخفاض. ولكن في بعض الأحيان يجب أن تأخذ الدواء لتصحيح شيء ما".
وأضاف أن الفيديو الذي نشره على وسائل التواصل الاجتماعي والذي يوحي بتسبب تعمده في انهيار الأسواق لا يعكس الحقيقة، حيث قال: "لا، هذا غير صحيح".
في ذات السياق، أكد ترامب أنه لن يبرم أي اتفاق مع الصين حول التجارة إلا بعد معالجة العجز التجاري بين البلدين وفق وكالة "رويترز".
وأضاف أنه تحدث مع عدد من القادة العالميين من أوروبا وآسيا بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته، موضحًا أن العديد من هؤلاء القادة، بينهم أربعة أو خمسة كبار، أبدوا تفهمهم وتقديرهم لمواقفه بشأن هذه الرسوم.
في وقت لاحق من اليوم، أكد مسؤولون أمريكيون كبار أن أكثر من 50 دولة تواصلت مع البيت الأبيض لبدء محادثات تجارية جديدة بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية شاملة على العديد من الدول.
ورغم الأضرار الكبيرة التي تسببت فيها هذه الرسوم والتي أدت إلى خسارة ما يقارب 6 تريليونات دولار من قيمة أسواق الأسهم الأمريكية، دافع المسؤولون عن هذه السياسات مؤكدين أن تأثيراتها الاقتصادية لن تكون بالحدة التي يتوقعها البعض.
وفي البرامج الحوارية التي تم بثها صباح الأحد، سعى مستشارو ترامب الاقتصاديين إلى تقديم الرسوم الجمركية كإجراء استراتيجي يهدف إلى إعادة تموضع الولايات المتحدة ضمن النظام التجاري العالمي، مؤكدين أنه لا يجب على الأسواق توقع تدخل من الحكومة لإنقاذ الأسواق من تراجعها الحاد نتيجة لهذه الرسوم.
ومع التوقعات بأن الأسواق الآسيوية ستشهد تقلبات حادة ، الاثنين، حاول المستشارون تهدئة المخاوف بشأن التأثيرات الاقتصادية المباشرة.
ثورة اقتصادية
على الصعيد نفسه، دعا ترامب إلى "التماسك" من أجل تحقيق "النصر" في ما أسماه بـ"الثورة الاقتصادية" التي انطلقت مع فرضه الرسوم الجمركية على عدد من دول العالم.
وقد أسفرت هذه السياسة عن خسائر ضخمة في البورصات الأمريكية وحدوث حالة من الذعر في الأسواق العالمية، حيث شهدت أسواق الأسهم الأمريكية أسوأ تراجع لها منذ جائحة كورونا في مارس 2020، وهو ما أثار قلقًا كبيرًا بشأن احتمالية حدوث أضرار اقتصادية أكبر من المتوقع بسبب هذه السياسات.
في هذا الإطار، وفي ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدها المستثمرون، لفت رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن "الحرب التجارية" قد تترك آثارًا أعمق مما كان يُتوقع في البداية، خاصة مع التزايد الواضح في التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وفي تحليل أوسع، جاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من تصريحات مستشاريه الاقتصاديين في مقابلات تلفزيونية، حيث أوضحوا أن الأسواق يجب ألا تتوقع إنقاذًا سريعًا من التداعيات الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية.
وفقًا للتداولات المبكرة، توقع المستثمرون أن تفتح أسواق الأسهم الأمريكية على انخفاض حاد يتجاوز 4%، مما يزيد من حجم الخسائر التي بلغت بالفعل 6 تريليونات دولار.
تراجع الدولار
على جانب آخر، استمر تراجع الدولار الأمريكي في مواجهة العملات الرئيسية، وهبط سعر النفط إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ عدة سنوات، حتى الذهب، الذي يعد من الملاذات الآمنة التقليدية في مثل هذه الظروف، شهد تراجعًا ملحوظًا.
وفي إشارة إلى المخاطر الاقتصادية المستقبلية، حذر بيل أكمان، مدير صندوق التحوط الشهير والمساند لترامب، من احتمال حدوث "شتاء اقتصادي نووي" إذا استمرت سياسة التعريفات الجمركية على ما هي عليه. وفي وقت لاحق من يوم الأحد، وصف أكمان هذه الرسوم بأنها "خطأ فادح" مشيرًا إلى أن حجم الرسوم يفوق بشكل كبير ما تفرضه الدول الأخرى على الولايات المتحدة.
ويشير الوضع الاقتصادي الحالي إلى تحديات كبيرة أمام إدارة ترامب في المدى القريب، خاصة في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق العالمية وما قد تسببه هذه السياسات من تأثيرات على النمو الاقتصادي الدولي.