«الاقتصاد وغزة» على قائمة محادثات إيمانويل ماكرون والسيسي
في لقائهما الـ 12.. «الاقتصاد وغزة» على قائمة محادثات إيمانويل ماكرون والسيسي

سيقضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل مساء الأحد، ثلاثة أيام في القاهرة وسيجري محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في لقائهما الثاني عشر إما في القاهرة أو باريس منذ تولي ماكرون منصبه عام 2017. ولكن هذه الزيارة قد تكتسب أهمية خاصة.
وكان ماكرون، قد أعلن أنه سيشارك في قمة ثلاثية مع الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول الوضع في غزة، وذلك في أعقاب تصعيد إسرائيل هجماتها وسعيها للسيطرة على أراضٍ في الأراضي الفلسطينية الممزقة بالحرب، بعد انهيار وقف إطلاق النار قصير الأمد.

ملفات أمام السيسي وماكرون
وفقًا لما نشره موقع "دويتشه فيله" الألماني، صرحت متحدثة باسم قصر الإليزيه بأنه سيتم مناقشة عدد من الملفات خلال الزيارة منها الأزمات في بلدان الشرق الأوسط على رأسها ما يحدث في سوريا وليبيا والسودان وإسرائيل، فيما تأمل فرنسا في تحقيق انفراجة في صراع الشرق الأوسط، ويعود ذلك جزئيًا إلى دورها التاريخي كجسر للتواصل مع العالم العربي.
وفيما ينصب التركيز الرسمي للرحلة على التعاون الاقتصادي، إلا أن الأنظار تتجه بشكل أكبر إلى غزة. وفي ذلك الشأن، أوضحت متحدثة باسم قصر الإليزيه: "سنتحدث عن وقف إطلاق النار وإمكانية إنهاء الحرب. نريد أيضًا ترسيخ شراكة استراتيجية بين فرنسا ومصر - على غرار الشراكة القائمة بالفعل بين مصر والاتحاد الأوروبي".

بعض الأماكن الذي سيزورها ماكرون في مصر
كتب ماكرون على حسابه على موقع إكس قبل رحلته: "استجابةً لحالة الطوارئ في غزة، وخلال زيارتي لمصر بدعوة من الرئيس السيسي، سنعقد قمة ثلاثية مع الرئيس المصري وملك الأردن". وفيما وصل الرئيس الفرنسي إلى القاهرة بمواكبة "طائرات رافال المصرية"، قام بزيارة خاطفة إلى في المتحف المصري الكبير، الذي سيفتتح رسميًا في يوليو المقبل.
وفي مساء الأحد، اصطحب الرئيس المصري نظيره الفرنسي إلى شارع خان الخليلي وتناول الزعيمان وجبة العشاء معًا في أحد المطاعم المصرية الشهيرة، ومن المقرر أن يقوم ماكرون بزيارة إلى جامعة القاهرة في صباح الاثنين، وذلك قبل القمة الثلاثية بين الزعيمين والعاهل الأردني.
ويوم الثلاثاء، سيزور ماكرون أيضًا ميناء العريش المصري، على بُعد 50 كيلومترًا (30 ميلًا) غرب قطاع غزة، للقاء العاملين في المجالين الإنساني والأمني، ولإظهار "سعيه الدائم لوقف إطلاق النار".

أهم المحطات في العلاقات المصرية الفرنسية
وفقًا لوكالة "فرانس 24" الفرنسية، فإن أحد أبرز المحطات في العلاقات المصرية الفرنسية تعود إلى سياسة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول تجاه الشرق الأوسط. فقد اتبع الجنرال، الذي تولى السلطة من عام 1958 إلى عام 1969، نهجًا وسطيًا تجاه الشرق الأوسط. وبدأت تلك السياسات لديغول، بإدانة إسرائيل وفرض حظرًا على الأسلحة بعد أن بدأت حرب الأيام الستة في يونيو عام 1967 بضربة استباقية على مصر.
وتتمتع مصر وفرنسا بعلاقات اقتصادية قوية منذ عام 2015، إذ تم توقيع صفقة بقيمة 5.2 مليار يورو لشراء طائرات مقاتلة وصواريخ وفرقاطة من فرنسا. وفي العام التالي، اشترت مصر معدات عسكرية بما في ذلك طائرات مقاتلة وسفن حربية وقمر صناعي عسكري من فرنسا في صفقة بلغت قيمتها أكثر من مليار يورو.
وفي عام 2017، زادت التجارة بين مصر وفرنسا بنسبة 21.8٪، بإجمالي 2.5 مليار يورو بعد انخفاض بنسبة 27.5٪ في التجارة كل عام بين عامي 2006 و2016 بين البلدين. وبالنسبة للسنة المالية 2016-2017، احتلت فرنسا المرتبة الحادية عشرة من حيث أكبر شريك تجاري لمصر. ووفقًا لوزارة الخارجية الفرنسية، تلعب الشركات الفرنسية دورًا مهمًا في الاقتصاد المصري، في صناعات مثل الأدوية والمعدات الكهربائية والسياحة والبنية التحتية.

في مجال التبادل الثقافي، أُعلن عام 2019 عام الثقافة الفرنسية المصرية، احتفالًا بالذكرى 150 لافتتاح قناة السويس وتزامنًا مع الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر. إذ تم تنسيق أنشطة العام من قبل المعهد الفرنسي في القاهرة والمركز الثقافي المصري في باريس. وعقدت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم والسفير الفرنسي في مصر ستيفان روماتيه مؤتمرًا صحفيًا في 8 يناير لمناقشة أحداث العام.
كما شهد العام نفسه نشاطًا كبيرًا في حركة السياحة بين البلدين، إذ زار مصر حوالي 700 ألف سائح فرنسي، وهو نفس العام الذي احتلت مصر خلاله المرتبة الرابعة بين أسرع الوجهات السياحية نموًا في العالم.