"الجدار الحديدي" في جنين.. تكتيك عسكري أم خطوة نحو الضم؟

في أعقاب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في غزة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن هجوم واسع في الضفة الغربية المحتلة، وكانت الأسباب الرسمية لهذا الهجوم هي تدمير خلية تابعة للجهاد الإسلامي في مخيم اللاجئين في جنين، إلا أن هناك أبعاد سياسية كبيرة لهذه العملية
الوضع العسكري
بدأت عملية "الجدار الحديدي" في 21 يناير 2025، وهي عملية شاملة تهدف إلى استهداف خلايا مسلحة تابعة لفصائل فلسطينية في جنين بالضفة الغربية.
وبدأت العملية بغارات جوية تلتها عمليات اقتحام على الأرض، و أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين وإصابة نحو أربعين آخرين. وفقا لما أفادت به قناة فرانس 24 .
الهدف من العملية
تسعى قوات الاحتلال من خلال هذه العملية إلى ضمان حرية حركة جيشها في الضفة الغربية المحتلة، وتدمير الخلايا المسلحة الفلسطينية، ومع ذلك، فإن توقيت العملية الذي يأتي بعد أيام من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وحجم الهجوم، يثيران تساؤلات حول أهداف العملية الحقيقية.
الوضع في مخيم جنين
تعتبر جنين من أبرز نقاط المقاومة ضد الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية، المخيم، الذي يقطنه نحو 14,000 فلسطيني، شهد صدامات عنيفة في الانتفاضة الثانية (2000-2005).
وقد أشارت التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف فقط خلايا الجهاد الإسلامي، بل أيضًا "لواء جنين"، وهو جماعة مسلحة تقف وراء الهجمات ضد المستوطنات الإسرائيلية.
المخاوف من ضم الضفة الغربية
ومن المتوقع أن تكون عملية "الجدار الحديدي" مجرد بداية لحملة عسكرية أوسع في الضفة الغربية، في حال توسعت العملية إلى مدن وقرى أخرى، فإن ذلك من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على حياة نحو مليوني فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية.
تشير بعض التحليلات إلى أن العملية قد تكون جزءًا من خطة طويلة الأمد تهدف إلى دفع الفلسطينيين للخروج من المنطقة، ومع ذلك، تبقى المواقف الدولية، بما في ذلك موقف الولايات المتحدة، عاملًا مهمًا في تحديد مدى تطور هذه الخطة.
تظهر العملية العسكرية في جنين كجزء من استراتيجية أوسع لإسرائيل تهدف إلى القضاء على المقاومات المسلحة في الضفة الغربية، ومع ذلك تظل الأبعاد السياسية والتكتيكية لهذه العمليات محل نقاش واسع ويبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كانت هذه العمليات ستؤدي إلى تصعيد أكبر أو إلى تغيير في المعادلات السياسية والاقتصادية في المنطقة.