بدأت في مارس ونهايتها اقتربت.. القصة الكاملة لحرب ترامب على فنزويلا
شغلت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وفنزويلا وسائل الإعلام خلال الأشهر الماضية، والتي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو هذا العام.
نستعرض في السطور التالية القصة الكاملة لحرب ترامب على فنزويلا.

ترامب: يفرض رسوما جمركية على مشتريات النفط والغاز من فنزويلا
في مارس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أي دولة ستشتري النفط أو الغاز من فنزويلا ستدفع رسومًا جمركية بنسبة 25% على أي معاملات تجارية مع الولايات المتحدة.
وذكر ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "أن هذه الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الثاني من أبريل".
وأوضح ترامب أنه فرض هذه الخطوة، لأن فنزويلا أرسلت "عشرات الآلاف" من الأشخاص ذوي "طبيعة عنيفة جدًا" إلى الولايات المتحدة، وقفزت عقود النفط الخام القياسية الآجلة بنحو 1.5% بعد أنباء الرسوم الجمركية.
أمريكا تحرك أساطيلها وفنزويلا تحشد الملايين
وفي سبتمبر الماضي، أكد رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أن بلاده ستدخل مرحلة «النضال المسلح» في حال تعرضها لأي اعتداء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في ظل تصاعد مطّرد للتوترات بين البلدين، وتخييم شبح الحرب بينهما.
ونفذت الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً مباشراً ضد قارب انطلق من سواحل فنزويلا، بزعم أنه كان يحمل كميات كبيرة من المخدرات، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً.
وترافقت العملية العسكرية مع تحركات بحرية أمريكية ضخمة، شملت مدمرات حربية بصواريخ موجهة، وغواصة نووية استراتيجية، ومجموعة هجومية برمائية بقيادة السفينة USS Iwo Jima، إضافة إلى طائرات استطلاع من طراز P-8، وأكثر من 4500 عنصر من مشاة البحرية (المارينز). ويُعد هذا الانتشار الأكبر منذ عام 1965.
وردّ الرئيس الفنزويلي بتعبئة 4.5 مليون عنصر من الميليشيا البوليفارية، مع إطلاق حملة تجنيد شعبي شملت أكثر من 8 ملايين مواطن، وإنشاء وحدات ميليشيا مجتمعية لأول مرة، موزعة على 5,336 مجتمعاً محلياً، تشمل 15,751 قاعدة دفاع شعبي، وإعلان الجاهزية لـ "المقاومة المسلحة".

الولايات المتحدة تحاصر فنزويلا بحريًا تحت مزاعم محاربة تهريب المخدرات
وفي نفس الشهر، سبتمبر، وفي تصعيد جديد يثير القلق على المستوى الدولي، نفذت الولايات المتحدة مؤخراً ضربة بحرية استهدفت سفينة مزعومة محملة بالمخدرات قبالة السواحل الفنزويلية، ما أثار جدلاً واسعاً بين الدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين والفنزويليين حول القانون الدولي وحدود العمليات البحرية.
وأشار مسؤولون من فنزويلا وأوروبا إلى أن عمليات مكافحة المخدرات البحرية غالباً ما تتجاوز الأطر القانونية، مستشهدين بحالات مشابهة في خليج غينيا والمياه الإقليمية حول جزر الكاريبي، حيث تتحدى الزوارق السريعة للمهربين السفن الرسمية، مما يثير مخاوف من انتهاك حرية الملاحة وافتعال أزمات دبلوماسية.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن القوات الأمريكية نفذت ضربة عسكرية ثانية "حركية" ضد عناصر أسماها بإجرامية شديدة الخطورة في منطقة عمليات القيادة الجنوبية، استهدفت عصابات تهريب مخدرات ومجموعات إرهابية تم التأكد من هويتهم ونشاطهم العنيف قادمة من فنزويلا.
وقال الرئيس دونالد ترامب في عبر تروث على منصة تروث سوشال زاعمًا:"لقد نفذنا ضربة ثانية ناجحة ضد إرهابيين خطرين ينشطون ضمن عصابات تهريب المخدرات القادمة من فنزويلا.
وتابع ترامب: "تمت هذه العملية في المياه الدولية، حيث كان هؤلاء المجرمون ينقلون كميات ضخمة من المخدرات القاتلة إلى الولايات المتحدة وهي مواد سامة تقتل الأمريكيين وتدمر المجتمعات، لقد أسفرت هذه الضربة عن مقتل ثلاثة إرهابيين، ولم تُصَب أي من قواتنا بسوء".
وأضاف ترامب :"أوجه تحذيرًا واضحًا وصريحًا: إذا كنت تساهم في تهريب المخدرات التي تقتل الأمريكيين، فإننا نلاحقك، وسنصل إليك. هذه الكارتلات الإجرامية والعنيفة شكّلت لعقود تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي ولسياساتنا ومصالحنا الحيوية. لكن هذا العصر قد انتهى".
وأكد ترامب في ختام منشوره :"لقد تسبب تهريب المخدرات في مقتل الملايين من المواطنين الأمريكيين، وترك آثارًا مدمرة على مجتمعاتنا، اليوم، نبعث برسالة واضحة للعالم أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع هذه الأنشطة، وسنتخذ كل ما يلزم من خطوات لحماية شعبنا. شكرًا لكم على اهتمامكم، وبارك الله في أمريكا".

فنزويلا تعلن جاهزية "أعظم درع وطني" لمواجهة أي عدوان أمريكي
صرّح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في أكتوبر الماضي، بأن بلاده تمتلك 5000 صاروخ روسي محمول على الكتف من طراز "إيغلا-إس" منتشرة في مواقع دفاعية رئيسية لحماية المجال الجوي للبلاد من أي تهديد خارجين واصفًا جيشه بـ “أعظم درع وطني”.
وقال مادورو، خلال لقاء مع العمال: "إذا تجرّأوا يوما من أي اتجاه أتت التهديدات فها هو أمامكم أعظم درع وطني. لن يحرك العامل إبرة واحدة، بل سيعلن إضرابا ثوريا شاملا وعصيانا مدنيا حتى يستعيد الشعب سلطته لتنفيذ ثورة أعمق. إخوتي وأخواتي، اعتبروا هذا أمرا صادرا. لقد صدر الأمر".
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، التي نشرت طائرات شبح وسفنًا حربية في منطقة البحر الكاريبي بذريعة "مكافحة تهريب المخدرات".
ودعا الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى الهدوء مع تصاعد التوترات مع واشنطن، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سمح بعمل سري ضد كاراكاس وسط حملة عسكرية أمريكية موسعة تستهدف تجار المخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
ترامب يعلن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا بالكامل
وفي نوفمبر الماضي، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات والمتاجرين بالبشر إلى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها مغلقا بالكامل.
وقبل أسبوع، ألغت شركات الطيران الدولية بشكل متزايد رحلاتها إلى فنزويلا بعد أن حذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية الطيارين من توخي الحذر عند الطيران في المجال الجوي للبلاد بسبب تدهور الوضع الأمني وزيادة النشاط العسكري.
من جهتها، صرحت ماريسيلا دي لوايزا، رئيسة رابطة شركات الطيران في فنزويلا، لوكالة أسوشيتد برس بأن ست شركات طيران علقت رحلاتها إلى أجل غير مسمى، وهي: الخطوط الجوية التشيلية (تاب)، ولاتام، وأفيانكا، وإيبيريا، وغول، والكاريبي، أما الخطوط الجوية التركية، فقد علقت رحلاتها من 24 إلى 28 نوفمبر.

أبرز الأهداف الأمريكية المحتملة ضد فنزويلا
وفق مسؤولين أمريكيين، تهدف الحشود العسكرية والخيارات المحتملة إلى الردع ضد شبكات تهريب المخدرات، لكنها تهدف أيضاً إلى الضغط على مادورو لإزاحته عن السلطة، وقد يتم ذلك بالقوة، وتشمل الأهداف المحتملة:
1. منشآت مرتبطة بالمخدرات: حيث قد تشمل المنشآت التي تستخدمها عصابات كولومبية لإنتاج أو تخزين الكوكايين قبل تهريبه عبر فنزويلا.
قدمت وكالات الاستخبارات الأمريكية معلومات دقيقة عن مواقع هذه المنشآت في فنزويلا وكولومبيا.
2. وحدات عسكرية فنزويلية: حيث الخيارات تشمل استهداف وحدات محددة يعتقد أنها تستفيد من تجارة المخدرات أو تقدم دعماً لمادورو.
3. منشآت النفط: حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى إضعاف قبضة مادورو على السلطة عبر قطع الوصول إلى مصادر التمويل، وتصعيد الضغط السياسي والاقتصادي عليه.
ويرى محللون أن أي ضربات قد تبرر تحت غطاء مكافحة المخدرات، لكنها ستشكل أيضاً وسيلة مباشرة لزيادة الضغط على الحكومة الفنزويلية وتقويض سلطتها.

إلى أين تتجه فنزويلا بعد انتهاء مهلة ترامب الجمعة المقبل؟
أفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمهل نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو مهلة تنتهي يوم الجمعة المقبل لمغادرة البلاد مع أسرته، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما.
وفي المقابل، شدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على أن كاراكاس لا تتدخل في شؤون أي دولة، مضيفًا: “كفوا عن التدخل في شؤون فنزويلا"، وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية.
وأكد مادورو أن بلاده تستعد للدفاع عن أراضيها وسيادتها وكرامتها، لضمان أن تنعم الأجيال المقبلة بوطن حر، موضحًا أن فنزويلا ترغب في سلام قائم على السيادة والمساواة والحرية، لا سلام يقوم على الخضوع.
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن مادورو رفض إنذارًا نهائيًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمة وصفَتْها تلك التقارير بأنها غير اعتيادية، طالبه فيها بالتنحي الفوري عن السلطة.



